العالم
21 تشرين الثاني 2024, 14:00

"لقد استمرّ هذا الحدث البسيط عشر ثوانٍ فقط": كلير كروكيت

تيلي لوميار/ نورسات
أعلنت جماعة الراهبات الخادمات في بيت الأم، البدء في فتح طلب دعوى تطويب الأخت كلير كروكيت، الراهبة الشابّة التي توفّيت عام 2016 عن عمر يناهز 34 عامًا في زلزال ضرب الإكوادور وخلّف مئات القتلى، نقلًا عن "فاتيكان ينوز".

 

مَن هي الأخت كلير كروكيت التي تركت تأثيرًا دائمًا على الناس حول العالم؟

ولدت كلير كروكيت في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 1982 في ديري بأيرلندا الشماليّة. كانت مراهقة محبّة للمرح وسرعان ما جذبت انتباه منتجي التلفزيون. مثّلت شخصيّة لوسي في مسلسل الأطفال "Hi Lucy" على قناة EWTN5. في سنّ الخامسة عشرة، تمّ تعيينها لاستضافة عرض على الشبكة البريطانيّة القناة الرابعة وفي سنّ السابعة عشرة لفتت انتباه نيكلوديون. بحلول سن 18 عامًا، كانت تعيش حياة حافلة بالسهر والحفلات والكحول.

في عام 2000، دعاها أحد الأصدقاء في رحلة مجّانيّة إلى إسبانيا، فذهبت معه وكان هو معتقدًا أنّ الرحلة ستكون مليئة بالحفلات والوقت الذي يقضيانه على الشاطئ. ومع ذلك، انتهى الأمر في خلوةٍ روحيّة لمدّة 10 أيّام في أسبوع الآلام بإدارة الأخوات الخادمات في بيت الأمّ، وهي جمعيّة رهبانيّة تأسّست عام 1982 مع التركيز على القربان المقدّس والروحانيّة المريميّة والتواصل مع الشباب. وهنا شهدت كروكيت تحوّلًا غيّر حياتها.

كان ذلك يوم الجمعة العظيمة. بدأت كروكيت تشاهد اقتراب المؤمنين من يسوع على الصليب فيركعون ويقبّلون قدميْه. لم تَر كروكيت شيئًا كهذا من قبل، لذلك تابعت الأمر. وعندما جاء دورها، صعدت وقبّلت قدمَي يسوع، وغادرت وقد تغيّرت إلى الأبد. "لقد استمرّ هذا الحدث البسيط لمدّة 10 ثوانٍ فقط". وكتبت في شهادتها الشخصيّة: "إنّ تقبيل الصليب – وهو الأمر الذي بدا تافهًا للغاية – كان له تأثير قويّ عليّ".  

أضافت: "لا أعرف كيف أشرح بالضبط ما حدث". "لم أر جموع الملائكة أو حمامة بيضاء تنزل من السقف وتنزل عليّ، ولكنّني كنت على يقين أنّ الربّ كان على الصليب من أجلي".

"ومع هذا الاقتناع، شعرتُ بحزن شديد، يشبه ما شعرت به عندما صلّيت درب الصليب وأنا صغيرة. عندما عدت إلى مقعدي، كان انطبع في داخلي شيئ لم يوجد من قبل. كان عليّ أن أفعل شيئًا من أجل من ضحّى بحياته من أجلي".

في عام 2001، بعد عام واحد فقط من تحوّلها، وهبت كروكيت حياتها لله كمبتدئة في جماعة الأخوات الخادمات في بيت الأمّ. أدّت نذورها الأولى في 18 شباط/فبراير 2006، ونذورها المؤبّدة في 8 أيلول/سبتمبر 2010.

كانت المهمّة الأولى لكروكيت في الجمعيّة في بلمونت في كوينكا بإسبانيا. هناك عملت في دار للفتيات الآتيات من عائلات تعاني من ظروف صعبة مختلفة.  

في تشرين الأوّل/أكتوبر 2012، تلقّت كروكيت رسالة جديدة أخذتها إلى الإكوادور. هناك، أنيطت بها مهامٌ عدّة أخذتها إلى مناطق مختلفة من البلاد لتبشير الشباب.  

أعطت الأخواتُ دروسًا في المدارس في المناطق الفقيرة واستضفْنَ خلوات روحيّة ومخيّمات صيفيّة. لقد اهتمَمْن أيضًا بالفقراء، ولم يقدّمن لهم كلمة الله فحسب، بل أيضًا سلال الطعام والأدوية وغيرها من المواد والموارد المادّيّة.

يتذكّر الكثيرون أنّ كروكيت عهدت حمْلَ غيتارها معها دائمًا، والذي كان رفيقها الكبير في التبشير. كانت تغنّي دائمًا، حتّى إلى حدّ فقدان صوتها، من دون العبء بحرارة أو تعب أو معاناة من الصداع النصفيّ الذي كان "يزورها" بتواتر. تتذكّر أخواتُها في الرهبنة أيضًا روحَ الدعابة الرائعة التي تمتّعت بها ومنْحَ نفسها بالكامل للآخرين.  

في 16 نيسان/أبريل 2016، ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة مقاطعة مانابي الإكوادوريّة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 600 شخص، بما في ذلك كروكيت. إنتشرت قصّتها حول العالم، ومسّت حياة الكثيرين، وفي 4 تشرين الثاني/نوفمبر، صير الإعلانُ رسميًّا عن افتتاح دعوى تطويبها.

ومن المقرّر أن يقام حفل افتتاح طلب دعوى تطويب كلير كروكيت في 12 كانون الثاني/يناير 2025، في كاتدرائيّة ألكالا دي إيناريس في إسبانيا. وقد تقدّمت الأخت كريستين غاردنر من الأخوات الخادمات في منزل الأمّ، بهذا الطلب.