الأراضي المقدّسة
12 أيلول 2024, 09:40

"لسنا دعاة حروب وموت بل دعاة سلام ومحبّة واحترام للكرامة الإنسانيّة": المطران عطا الله حنا

تيلي لوميار/ نورسات
قام المطران عطا الله حنّا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بزيارة روحيّة رعويّة كنسيّة إلى بلدة عين عريك بالقرب من مدينة رام الله وذلك بمناسبة وداع عيد رقاد السيّدة العذراء بما أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة في عين عريك تحمل اسم رقاد السيّدة العذراء وتحتوي على أيقونات جميلة ورعيّة طيّبة ملتزمة بإيمانها وانتمائها الروحيّ والوطنيّ.

 

كان في استقبال المطران عطالله المتقدّم في الكهنة الإيكونوموس نقولا شاهين ولجنة الكنيسة ومرتّليها وعدد من أبناء الرعيّة ثمّ ابتدأت خدمة السحر تلاها القدّاس الإلهيّ في كنيسة البلدة.

تحدّث المطران عطالله عن مكانة السيّدة العذراء في الكنيسة ملتمسًا منها الشفاعة والبركة من أجل عين عريك ومن أجل فلسطين كلّها والعالم بأسره.

أضاف قائلًا: "كم نحن بحاجة إلى الصلاة والتأمّل والعبادة في هذه الأوقات العصيبة التي نمرّ بها يقينًا منّا أنّ ملجأنا الوحيد هو الله وإذا ما تخلّى عنا جبابرة هذا العالم وسياسيّوه فإنّ الله لن يتخلّى عنّا وسوف يفتقدنا.

نعيش في ظروف عصيبة حيث حرب شعواء ناشبة يتعرّض لها شعبنا ونحن معه في آلامه وأحزانه ومعاناته ومعه في نضاله وسعيه من أجل الحياة بحرّيّة وكرامة وسلام".

أردف المطران قائلًا: "لسنا تابعين لأيّ جهة سياسيّة ولن نكون ولسنا تابعين لأي محور من المحاور المتصارعة، إنّما محورنا الأساسيّ هو الإنجيل وهو الكنيسة المقدّسة وإيماننا المسيحيّ القويم، محورنا هو القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة النبيلة التي نستمدّ من قيم الإنجيل المقدّس، محورنا إنّما هو قيم العدالة والحرّيّة والكرامة الإنسانيّة والانحياز لكلّ إنسان متألّم ومظلوم لا سيّما شعبنا الفلسطينيّ الذي نحن مكوّنٌ أساسيّ من مكوّناته".

أكمل المطران حنّا كلمته قال: "سيبقى صوت كنيستنا صوتًا مناديًا بالحقّ والعدالة ولن نرضخ لأصحاب الأجندات الخاصّة الساعين إلى إسكات صوت الكنيسة والذين يريدوننا أن نتحوّل من كنيسة إلى طائفة منعزلة عن محيطها الإنسانيّ والاجتماعيّ والوطنيّ".

أضاف المطران: "الكنيسة شيء والطائفة شيء آخر ونحن كنيسة نفتخر بانتمائنا إليها ومن واجب أبنائنا المنتمين إلى إيمانهم القويم أن يكونوا دائمًا ملحًا وخميرة لهذه الأرض وأن يكون صوتهم مناديًا بقيم المحبّة والأخوّة والسلام ونصرة شعبنا المظلوم الذي يتعرّض لحرب غير مسبوقة هادفة إلى تصفية قضيّته العادلة والنيل من عزيمته وإرادته" .

نرفع الدعاء، في هذا المكان المقدّس، من أجل أن تتوقّف الحرب، فنحن لسنا دعاة حروب ولا نؤمن بالحروب والقتل والعنف وإلهنا ليس إله موت بل إله حياة وقد اقتبل الموت على الصليب وقام في اليوم الثالث لكي يمنح الإنسانيّة كلّها حياة جديدة ولكي يُدخل البشر جميعًا حقبة النور والخلاص بعيدًا عن ظلمة الكراهية والعنصريّة والحروب والعنف".