"كونوا على مثال العذراء في الخدمة والإيمان": المطران نهرا
وقف الشمامسة الجدد، الذين أنهوا استعداداتهم المطلوبة ليصبحوا خدّامًا للكلمة، أمام إكليروس الكنيسة والمؤمنين لتقديم نذر البتوليّة ووعد الطاعة والفقر لله تعالى ولخدمة شعبه. كما يوضح التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة: "يشارك الشمامسة في رسالة ونعمة المسيح بطريقة خاصّة. يميّزهم سرّ الرتب المقدّسة بعلامة (شخصيّة) لا تمكن إزالتها، والتي تشكّلهم على صورة المسيح، الذي جعل نفسه (الشمّاس) أو خادمًا للجميع" (التعليم المسيحيّ 1570). تمثّل هذه الرسامة مشاركة مميّزة في رسالة المسيح، حيث يعكس الشمامسة دور المسيح خادم الكنيسة المقدّسة.
ألقى المطران رفيق نهرا عظة طلب فيها من السيّدة العذراء أن ترشد الشمامسة الجدد في خدمتهم للكنيسة، مشجّعًا إيّاهم على أن يتّخذوها مثالًا في الإيمان والتواضع والثبات في سيرهم نحو الله.
ومُتأمّلًا في قراءة الإنجيل من لوقا 1: 26-38، التي تروي بشارة ميلاد يسوع، ركّز المطران رفيق على ثلاث نقاط رئيسة تتعلّق بدعوة الله: أوّلًا، أكّد للمرشّحين أنّ الله أعدّهم لهذه الخدمة منذ وقت طويل. مستشهدًا بكتابات القدّيس بولس، أنّ الله يختار كلّ شخص لغاية معيّنة ويقدّسه حتّى قبل ولادته: "...كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قدّيسين بلا عيب أمامه" (أفسس 1:4). كما ذكّرهم بأنْ، وعلى الرغم من ضعفنا ومحدوديّتنا، الله يساندنا في الخدمة دائمًا، مُشيرًا إلى كلمات المزمور 139: 10 "يدك تهديني، ويمينك تمسك بي".
تحدّث المطران أيضًا عن كيفيّة كون الإنسان خادمًا صالحًا لله والكنيسة، قائلًا: "الخادم الجيّد هو، قبل كلّ شيء، مستمع جيّد"، حاثًّا الشمامسة الجدد على أن يبقوا مخلصين في الصلاة، ويستمعوا بانتباه إلى كلمة الله، ويُدركوا احتياجات المؤمنين الذين يخدمون، ملقيًا على مسامعهم هذه الكلمات المشجّعة: "بمعونة الله، ستكونون قادرين على التفوّه بالكلمات الصحيحة في عظاتكم وتعاليمكم وأعمالكم الخيريّة".
ختم المطران نهرا مركّزًا على دور الروح القدس وأهمّيّته في الخدمة: "من دون الروح القدس، سيكون من المستحيل الوفاء بدعوتكم" مُستشهدًا بحدث العنصرة في سفر أعمال الرسل، حيث امتلأ الرسل بالشجاعة وقدروا على إعلان كلمة الله وهذا ما شجّعهم على أن يكملوا السير والشهادة للمسيح الحيّ. وعلى مثال الجماعة الأولى، علينا أن نمتلئ يوميًّا من الروح القدس لنشهد كلّ يوم وفي كلّ عمل وقول للمسيح الذي نكرّس له حياتنا اليوم.