الفاتيكان
17 حزيران 2024, 05:20

"كونوا أسخياء في زرع الإنجيل وواثقين بمن يُنمي": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
شرح البابا فرنسيس في صلاة التبشير الملائكيّ يوم الأحد كيف أنّ ملكوت الله يشبه المزارع الذي يزرع بذورًا تنبت وتنمو بصمت وثبات حتّى النضج، تمامًا كما يضع الربّ بذور كلمته ونعمته فينا لمساعدتنا دائمًا على النموّ في نضج الإيمان، كما نقلت "أخبار الفاتيكان".

 

في تأمّلاته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكيّ ظهر يوم الأحد، شرح البابا فرنسيس كيف يصف يسوع في إنجيل اليوم ملكوت الله من خلال صورة البذرة التي تزرع وتنبت وتنمو حتّى النضج. قال البابا إنّ الربّ يدعونا إلى أن يكون لدينا "انتظار واثق"، لأّن العمليّة برمّتها تستغرق وقتًا وتتطلّب ثقتنا وتعاوننا.

لاحظ البابا أنْ حتّى مع البذور الجيّدة والوفيرة والتربة المعدّة جيّدًا، يحتاج المزارع إلى الصبر والثقة، لأنّ النباتات تحتاج وقتها. وأوضح البابا أنْ، في النهاية، تفتح البذور وتنبت البراعم عبر التربة وتنمو لتجلب حصادًا وفيرًا، ما يكشف عن المعجزة الجارية تحت الأرض. وأضاف أنّ التطوّر الكبير للنبات الذي يحدث بشكل غير مرئيّ بمرور الوقت يصير مرئيًّا أخيرًا، وهي عمليّة لا تتطلّب صبرًا واثقًا فحسب، بل أيضًا رعاية الأرض وسقيها وإبقاءها نظيفة للوقت الذي تنبت فيه النباتات.

الأمر سيّان بالنسبة إلى الإنيجل، تابع الأب الأقدس: "يضع الربّ فينا بذور كلمته ونعمته، بذورًا جيّدة ووفيرة، وبعد ذلك، من دون أن يتوقّف عن مرافقتنا، ينتظر بصبر".

الربّ يهتمّ بنا دائمًا، قال البابا، "على طول عمليّة نموّنا وهو يمنحنا الوقت حتّى تنفتح هذه البذور وتنمو وتتطوّر إلى أن تحمل ثمار الأعمال الصالحة. وقال إنّ الربّ يتمنّى ألّا يضيع شيء وأن "يصل كلّ شيء إلى مرحلة النضج الكامل"كما يخبر الإنجيل.

أضاف البابا وقال إنّ الربّ يعلّمنا أيضًا أن "نزرع الإنجيل بثقة أينما وجدنا"، ثمّ ننتظر بصبر بينما تنمو البذرة وتؤتي ثمارها فينا وفي الآخرين. وشدّد على أنّ الصبر الواثق هو المفتاح، حيث لا ينبغي أن نشعر بالإحباط عندما لا تظهر نتائج فوريّة. وأكّد أنّ "المعجزة" غالبًا ما تكون في العمل، بما يتجاوز المظاهر، وفي الوقت المناسب ستؤتي ثمارًا وفيرة.

ثمّ اقترح البابا أن ننظر إلى مدى انغراس كلمة الله في حياتنا وأن نعمل على أن نعهد إليه، بجهودنا، بثقة وصبر.  

في الختام "كما في كلّ مرة، توجّه الأب الأقدس إلى العذراء مريم أمّ يسوع وأمّنا فصلّى : "لتساعدنا، العذراء مريم التي استقبلت بذرة الكلمة الإلهيّ ودعتها تنمو في أحشائها، على أن نكون زارعين أسخياء للإنجيل".