"كنيستنا، شاهدة على الإيمان بربّنا يسوع المسيح، وشهيدة بسبب إيمانها":البطريرك يونان
بعد قراءة الإنجيل المقدّس، استهلّ البطريرك كلامه بالقول: "كالراعي الساهر على الرعيّة، لا بدّ من أن نقرّ لكم بفرحنا أن نكون بينكم لنحتفل بعيد القدّيسة الشهيدة بربارة، التي صارت قدّيسة معروفة في العالم كلّه ولها فيه كنائس على اسمها، وليس فقط في الشرق حيث وُلِدَت ونالت إكليل الشهادة.
كنيستنا شاهدة على الإيمان بربّنا يسوع المسيح، وشهيدة بسبب إيمانها، لأنّها تحبّ الربّ يسوع وتبذل ذاتها من أجله على غرار القدّيسة الشهيدة بربارة، هذه الفتاة العذراء، وجميعنا نعرف قصّة استشهادها، فقد قدّمت ذاتها بإلهام ربّانيّ كي تبقى أمينة للربّ يسوع، ولم تقبل أن تسجد للأوثان".
لفت البطريرك يونان المؤمنين إلى "أنّ الكهنة لدينا في كلّ الكنائس صاروا "قِطَعًا نادرة"، أي قلائل، فعلى أبونا إياد الذي يخدمكم بكلّ تجرُّد ومحبّة أن يتنقّل بين كنائس عدّة في مدن بعيدة عن بعضها، ويعطي ذاته من أجل النفوس المؤتمَن عليها. لذلك علينا أن نقرّ دائمًا بفضل كهنتنا الأفاضل، ونصلّي من أجلهم، ولا نترك فرصة إلّا ونعبّر لهم عن محبّتنا وتشجيعنا وتضامُننا. على الكنيسة أن تكون هذه العائلة الواحدة التي، على الرغم من اختلاف الآراء بين أفرادها، لا يجب أن تصل أبدًا إلى المقاطعة والانحراف، بمعنى أن نشكّك الآخرين، وبخاصّةٍ أولادنا الصغار الأحبّاء وشبيبتنا".
وأشار إلى أنّنا "ندرك جيّدًا، نحن الأهل، أنّ التضحيات التي فُرِضَت علينا في بلادنا تعلِّمُنا أن نبقى أمناء للربّ يسوع. ولا نعتقد أنّنا، إذا أتينا إلى هذا البلد حيث هناك نوع من الحرّيّات لم تكن متوافرة في بلادنا، فهذا يعني أن ننسى إيماننا ووصايا الربّ والمحبّة التي تجمع الزوجين، الأب والأمّ. لذا على الأهل أن يتابعوا رسالتهم، ويربّوا الأولاد التربية السليمة والصحيحة".
توقّف البطريرك عند "الأخبار الأليمة التي تصلنا من سورية، فبعد لبنان الذي عانى قرابة ثلاثة أشهر من عاصفة الحرب والقذائف والطائرات الحربيّة والصواريخ، لبنان الصغير بمساحة 10452 كيلومترًا مربَّعًا...اليوم، أتت الهجمات في شمال سورية، وبالأخصّ في حلب، ومن ثمَّ جنوبًا إلى حماة ومناطق عدّة. لم نكن نتوقّع هذا الأمر أبدًا، لكنّنا نتذكّر جيّدًا، وللأسف الشديد، قبل عشر سنوات، نكبة الموصل، ونكبة سهل نينوى وقراه وبلداته، حيث تهجَّرتُم وطُرِدتُم من أرض الآباء والأجداد بسبب هذا الاضطهاد المخيف والإرهابيّ".
وتضرّع البطريرك "إلى الربّ كي يقوّينا ويعزّي قلوبنا على الرغم من المآسي، ويلهمنا أن نتقلَّد فضيلة الرجاء ولا نفقدها مهما كانت العاصفة قويّة وعنيفة. نبتهل إليه، هو إلهنا ومخلّصنا، كي يجمعنا بالمحبّة، مستذكرين أنّ أتباع الربّ يسوع في الكنيسة الأولى في أنطاكية كانوا يُعرَفون من الناس المحيطين بهم أنّهم مسيحيون لأنّهم كانوا يحبّون بعضهم بعضًا. نسأل الله أن يباركنا ويملأنا بفرح هذا العيد، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، ومار يوسف حامي العائلة المقدّسة، والقدّيسة الشهيدة بربارة، وجميع القدّيسين والشهداء".