العالم
03 أيلول 2024, 09:00

"كان الكاردينال بيرغوليو يزورنا مستقلًّا وسائل النقل العامّ": الراهب دياز

تيلي لوميار/ نورسات
تستعدّ بابوا غينيا الجديدة لاستقبال البابا فرنسيس الذي يزور البلاد من السادس من أيلول/سبتمبر 2024 وحتّى التاسع منه. في هذا الإطار، قال أليخاندرو دياز، الراهب الأرجنتينيّ المرسل من معهد الكلمة المتجسّد والذي يشرف على الاستعدادات الجارية في بارو وفانيمو إنّه يتذكّر اللقاءات التي جمعته مع البابا برغوليو عندما كان رئيس أساقفة بوينوس أيريس لافتًا إلى أنّه ساعد الجمعيّة الرهبانيّة على التواجد في بابوا غينيا الجديدة، بحسب "فاتيكان نيوز عربيّة".

 

 

تشكّل بابوا غينيا الجديدة، البلد الآسيويّ، المحطّة الثانية من الزيارة الرسوليّة التي يقصد بها البابا فرنسيس آسيا وأوقيانيا، ومن المرتقب أن يجد هناك كنيسة لا تزال فتيّة، لكنّها حيّة وناشطة على الرغم من الموارد القليلة المتاحة لها.

قال الراهب دياز الذي يخدم مرسَلًا في قرية وتونغ منذ قرابة السنة، إنّه يعمل حاليًّا مع راهب آخر على وضع أسس بناء جديد سيكون الدير الأوّل للرهبان في البلاد كلّها، وهو يتوقّع أن تنتهي الإجراءات البيروقراطيّة قبل نهاية هذا العام، للمباشرة في أعمال البناء، في منطقة تبعد أربعين كيلومترًا عن مدينة فانيمو التي تعدّ مئة وخمسين ألف نسمة، خمسة وأربعون ألف منهم كاثوليك.

تابع دياز يقول إنّ البابا فرنسيس سيزور فانيمو يوم الأحد الموافق الثامن من أيلول/سبتمبر الجاري، على مدى ساعات قليلة، لافتًا إلى أنّ الأب الأقدس نفسه شاء هذه المحطّة وذلك بسبب اهتمامه الكبير بالضواحي، وأنّ الناس ينتظرون مجيء البابا بفرح كبير وهم يقومون بالتحضيرات اللازمة كلّها. وكثيرون من المؤمنين يرفعون الصلوات على نيّة الزيارة وقد تقدّم العديد منهم إلى سرّ الاعتراف.

تابع الراهب دياز عائدًا بالذاكرة إلى الوراء عندما كان خادمًا لإحدى رعايا بوينوس أيريس، فأشار إلى أنّ الكاردينال بيرغوليو كان يزور، آنذاك، ذلك الحي مستقلًّا وسائل النقل العامّ. وكان قريبًا جدًّا من الناس، ويمضي ساعات طويلة يتحدّث إلى المؤمنين بعد نهاية الاحتفال بالقدّاس، ويصغي إلى مشاكلهم باهتمام كبير. واعتبر دياز أنّ هذه العلاقة لم تنقطع قطّ، وها البابايجتاز القارّات والميطات ليلتقي بهم.

وفي معرض حديثه عن فانيمو، قال دياز إنّها مدينة فقيرة جدًّا، ولكن بفضل عون الله ومساعدة الكثير من الأشخاص، تمّ التحضير لهذه الزيارة، على الرغم من النقص في الأموال المطلوبة لتوفير الشاشات العملاقة، والتجهيزات الفنّيّة الأخرى. وقد تحقّق هذا الأمر بفضل مساعدة الحكومة والكنيسة. ولفت إلى العمل أيضًا على توفير المياه والطعام للمتطوّعين الذين يعملون بفرح كبير ويقدّمون تضحيات هائلة. وأوضح، على سبيل المثال، أنْ يوجد في المدينة فندقان عاجزان عن استقبال أعداد المؤمنين، الذين سيبيتون في مخيّمات أنشئت خصّيصًا لهذه الغاية. ولفت إلى مشاكل لوجستيّة أخرى من بينها عدم توفّر وسائل النقل وأوضاع الطرقات السيّئة. ومع ذلك يرغب الكثير من المواطنين في رؤية البابا والاستماع إليه ونيل بركاته.

تابع دياز معربًا عن أمله بأن تشجّع زيارة البابا المرسلين جميعهم، الذين يواجهون صعوبات جمّة. وقال إنّ حضوره هو بمثابة لمسة للنفوس، كما أنّه سيُسَرّ كثيرًا عندما يرى الإنجازات التي قام بها المرسلون. هذا، ثمّ لفت إلى أنّه سيستمع إلى شهادات بعض الأشخاص، من بينهم معلّم دين، مشيرًا إلى أنّ معلمي الدين يلعبون دورًا أساسيًّا في نشر كلمة الإنجيل، وهم الأشخاص الذين يرسّخون الإيمان في القرى.  

ختم دياز قائلًا إنّ الكنيسة المحلّيّة فتيّة وعلى الرغم من ذلك، يمكننا أن نرى ثمار البذور التي زُرعت في خلال العقود الماضية.