"قراءة في أهَم مَلفات سينودس السينودالية": الكاردينال ساكو (2)
لخّص البطريرك ساكو أبرز الملفّات في الوثيقة الختاميّة المليئة بمواضيع متعدّدة وجديّة، كتب:
"كنيسة الإجماع، من أجل كنيسة أكثر ديمقراطيّة في مواجهة المركزيّة والأداء الهَرَميّ والبيروقراطيّة، على الرغم من أنّ البابا هو وحده من سيُصادق على القرارات، لكن، تبقى الكنيسة منفتحة على الجميع، ولكلّ فرد فيها صوته المسموع والمحترم.
1. "مراقبة وتقييم"، الذين يمارسون المسؤوليّات في الكنيسة جميعهم، من كهنة الرعايا، والأساقفة، والسفراء البابويّين، ومجالس الأساقفة، والدوائر الرومانيّة والمجالس الراعويّة، وكلّ شيء ينبغي أن يخضع للمراقبة والتقييم، للتحقّق من "التقدم المُحرَز" وتقييم أداء الخدمات والرسالات كلّها داخل الكنيسة! ذلك كلّه يمكن أن يتمّ بمشاركة أوسع "لأشخاص مؤمنين من كلا الجنسيْن في مجمل مراحل حياة الكنيسة". هذه القرارات "إلزاميّة" وليست مجرّد "نصائح".
2. "الشفافيّة والمسوؤليّة والمساءَلة" في ما يتعلّق بحياة الرعاة: الأساقفة وكهنة الرعايا، والخطط الراعويّة، وأساليب التبشير واحترام كرامة الإنسان، وظروف العمل داخل مؤسّسات الكنيسة. من المؤكّد أنّ ثمّة حالات فساد مشكِّكة وطموحات قاتلة لدى بعض الكنَسيّين لا تتماشى مع روح الإنجيل والخدمة المعهودة اليهم.
3. "الأساقفة تحت المتابعة" من المهمّ أن يُدرِكَ المؤمنون أنّ الأسقف، على الرغم من أنّه مدعوّ ليكون مثاليًّا في الرعاية والخدمة، يبقى شخصًا ضعيفًا ومعرّضًا للتجربة، ويحتاج إلى المساعدة مثل أي شخص آخر. هو بحاجة إلى أن يشاركه الكهنة والمؤمنون خدمته لشعب الله في رسالة كنسيّة سينودسيّة حقيقيّة ليكون راعيًا أمينًا لها وليس أميرًا ولا مقاوِلًا يحوّل الكنيسة الى business. لذلك، يدعو المَجمَع إلى التمييز في حالات تعيين الكهنة والأساقفة، واختيار من لهم الكمّ الأكبر من الشجاعة والغيرة ومؤهّلات الخدمة. هذا التوزيع للمهام والمسؤوليّات سيحدّ من "الانتهاكات الجنسيّة والاقتصاديّة والضميرية...في الكنيسة".
4. "تمييز المرشّحين للكهنوت وللأسقفيّة"هذا الموضوع في غاية الأهمّيّة. أشار السينودس إلى ضرورة إعدادهم إعدادًا جيّدًا من محتلف الجوانب، ومتابعتهم. وارتفعت أصوات مطالِبة برسامة أشخاص متزوّجين أسوةً بما تمارسه الكنائس الشرقيّة.
5. "منح العلمانيّين المزيد" من المسؤوليّات في الكنيسة وفق كاريزما كلّ فرد. وفتْح المجال أمام تولّي المرأة أدوارًا قياديّة، "دور المرشد" والمشاركة في التدريب وتمييز المرشّحين للكهنوت. وقد دعم العديد من الأساقفة قضيتهنّ. أمّا موضوع رسامة النساء شمّاسات إنجيليّات فكان البابا فرنسيس قد عهده، في شهر شباط/فبراير إلى "فريق عمل" من الفاتيكان. إنّي، في مداخلتي، طرحت فكرة الرسامة الرسائليّة للنساء، وهذه لا علاقة لها بالدرجات الكهنوتيّة الثلاث: الأسقفيّة والكهنوتيّة والشمّاسيّة الإنجيليّة.
6. "مكانة الكنائس الشرقيّة" ودورها وخبرتها كان لها اهتمام كبير. جاء في الوثيقة: "بصفته حامي الوحدة في التنوّع، يضمن أسقف روما (البابا) حماية هويّة الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة، واحترام تقاليدها اللاهوتيّة والكنسيّة والليتورجيّة والروحيّة والراعويّة الممتدّة منذ قرون. هذه الكنائس مجهّزة بهياكلها السينودسيّة الخاصّة : سينودس أساقفة الكنائس البطريركيّة والكنائس التي يترأّسها كبير رئيس الأساقفة Major Archbishop، مع أسقف روما، فإنّها تحتفظ بهويّتها الشرقيّة واستقلالها. وفي إطار المجمعيّة، من المناسب إعادة النظر معًا لتضميد جراحات الماضي واستكشاف طرق جديدة لعيش الشركة، التي تتضمّن أيضًا التكيّف في العلاقات بين الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة والكوريا الرومانيّة. يجب أن تتميّز العلاقات بين الكنيسة اللاتينيّة والكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة بتبادل المواهب والتعاون والإثراء المتبادل.
7. "سلطة البابا" يقول النصّ: "إنّ أسقف روما هو أساس وحدة الكنيسة والمجمعيّة، ولأنّه خليفة بطرس، لديه دور فريد في الحفاظ على وديعة الإيمان والأخلاق، وضمان سير العمل في الكنيسة ورئاسة اجتماعات السينودس لتأتي بثمار الوحدة والشهادة. وأوضح أندريا تورنيلي، وهو مؤمن علمانيّ مسؤول عن دائرة إعلام الفاتيكان: "حوّل السينودسُ إلى إعادة التفكير في خدمة السلطة، بما في ذلك خدمة خليفة بطرس، لإعطاء دور أكبر من المسؤوليّة للعلمانيّين وخلق "صورة جديدة للكنيسة" دعمًا للخدمة التي يقوم بها قداسته لشعب الله".