"فرقٌ كبيرٌ بين الطاعة والطاعة العمياء": البطريرك ساكو
شرح البطريرك ساكو في معرض كلامه أمام كهنته معنى الطاعة وقال: "هي نهجٌ أساسيٌّ لتنظيم حياة الناس في الدولة، أو المؤسّسة، أو الكنيسة، أو الأسرة، تجنّبًا للاضطراب disorder والفوضى anarchy وتداعياتهما، حين يعمل كلُّ واحدٍ ما يشاء بمعزل عن الآخرين".
أضاف البطريرك: "الطاعة سلوكٌ بشريٌّ، طبيعيٌّ، ضروريٌّ، يعبّر عن الاستعداد الواعي لتطبيق تعليمات، تصدر من شخص كنسيّ، أو إداريّ، ذي "سلطة شرعيّة". أذكُر على سبيل المثال الطاعة لله الخالق. هذه تعني الانقياد لوصاياه، ومن يرفضها، يرفض الله. هكذا الطاعة لقوانين الدولة لتحقيق العدالة، والطاعة للوالدين هي نوع من أنواع الأدبيّات المألوفة لتماسك الأسرة، والمحافظة على العلاقات، والوحدة، والتناغم بين أفرادها".
تابع البطريرك قائلًا: "الطاعة سلوك أخلاقيّ يُلزم الشخص باحترام النظام discipline، وليست طاعة عمياء. الطاعة العمياء غير موجودة. الطاعة العمياء تعود إلى نظام العبوديّة حيت كان العبد يُحصَى بين الأشياء التي يمتلكها سيّده. الطاعة العمياء، طاعة مطلقة، أي من دون نقاش ومن دون معرفة الأسباب.
اليوم، مَن يتكلّم على الطاعة العمياء، إنّما يعتمد التنميط والتضليل! لأنْ، إذا كانت موجودة، لتكلّمت عليها الأغلبيّةُ الساحقة. إنْ وجِدَ سوء فهم، يمكن حلّه عبر الحوار المسؤول والصادق والجدّيّ، حرصًا على المؤسّسة وليس بانتقادات خارجيّة! الحرّيّة مسؤوليّة، والناس تميّز الشخص الصادق عن غير الصادق، لأنْ ثمّة فرق كبير بين الكلام والأفعال".
وأضاف البطريرك ساكو: "من يدعو إلى إيقاف تجديد الليتورجيا (طقوس الصلوات) والعودة إلى التقليد: كالصلاة نحو الشروق (أي الظهر للناس) وإعادة الستارة التي تفصل المذبح عن المُصلّين، وعدم التقيّد بزمن الاحتفال، هذا الشخص يعيش خارج الزمن، ولا يلتزم بقوانين الكنيسة. إنّه يجهل أنّ بذور التجديد موجودة في طبيعة الليتورجيا وهو لا يميّز بين الأصيل والدخيل! كما أنّه يخالف دعوة المجمع الفاتيكانيّ الثاني، وتعليمات البابوات، ودعوة البابا فرنسيس إلى السينوداليّة، ودعوته الكهنة إلى عدم إطالة "الموعظة" لأنّ الناس ينعسون! هذه الأفكار الرافضة "التغيير" هي من أجل الرفض فقط، تُفرغ هذه العناوين الجميلة (الطاعة والمحبة والتجديد والأصالة) من مضمونها وإطارها".
قال البطريرك ساكو: "آن الأوان:
• لنفتح باب قلوبنا للربّ، ولنركّز على خدمتنا الكهنوتيّة ودورنا للسير بكنيستنا إلى الوحدة وملء الشركة،
• لنتحمّل مسؤوليّاتنا الإنسانيّة والوطنيّة، وسط التحدّيات العميقة والتحوّلات المتسارعة في بلدنا ومنطقتنا، بدل تضييع الوقت في تجاذبات جانبيّة"،
وبذا يتمّم كلّ واحدٍ منّا رسالته بأمانةٍ، نحملها، على غرار الرسل، إلى العالم أجمع، أوّلًا، بعيشنا نحن أنفسنا المشورات الإنجيليّة، وهذه ننقلها بالتعليم والخدمة، بالقول والعمل، متخلّقين بأخلاق يسوع المسيح مرسِلنا".