"عيد الميلاد ليس مجرّد احتفال عائليّ، إنه أيضًا مساعدة المتألّمين": البابا فرنسيس
إلتقى حوالى 80 طفلًا من حركة العمل الكاثوليكيّ العلمانيّة في إيطاليا بالبابا فرنسيس في الفاتيكان لمشاركة التهنئة بعيد الميلاد.
تتكوّن حركة العمل الكاثوليكيّ الإيطاليّة للشبيبة، من أطفال وشبيبة تراوح أعمارهم بين 4 أعوام و 14. تأسّست منذ أكثر من قرن من الزمان من أجل التجديد الروحيّ والأخلاقيّ للمجتمع من خلال تعليم الشبيبة وتكوينهم.
حثّهم البابا فرنسيس، في كلمته في قاعة المجمع، على نشر عجائب محبّة يسوع للجميع، من خلال أعمال التضامن مع المحتاجين والمتألّمين، مذكّرًا إيّاهم بأنّ حياتنا كلّها "عطيّة غير عاديّة".
أشار الأب الأقدس إلى موضوع تكوينهم هذا العام، "الإبحار إلى العمق"، مستوحى من فقرة الإنجيل التي دعا فيها يسوع أربعة صيّادين، بطرس ويعقوب ويوحنّا وأندراوس، ليتبعوه ويصبحوا "صيّادي البشر".
أوضح البابا أنّ كونكم "صيّادين للبشر" لا يعني إكراه الناس، بل دعوتهم إلى فرح محبّة الله. وقال: "الله لا يريد أن يأسُر أحدًا لأنّه يحترم حريّتنا". "بدلًا من ذلك، يقدّم محبّته وخلاصه للجميع، من دون أن يطلب أي شيء في المقابل ومن دون استبعاد أحد".
وأضاف البابا أنّ يسوع يصبح "صيّادًا للبشر"، "من خلال نشر فرح محبّته ودهشتها".
لاحظ أن روح الدهشة في عيد الميلاد لا ينبغي أن تقتصر على موسم العيد، لأنّ "حياتنا كلّها هي هديّة غير عاديّة" لنا في تفرّدنا: "كلّ واحد منّا فريد من نوعه، وكلّ يوم مميّز"، قال البابا، مستشهدًا بكلمات القدّيس كارلو أكوتيس الذي شجّع الشباب على أن يكونوا "أصليّين" بدلّا من "ُنَسخ مصوَّرة". "مثل العديد من الأشخاص المتأثّرين بوسائل الإعلام اليوم".
ذكّر البابا الحضور بأنّ الاحتفال بميلاد يسوع هو أكثر من مجرّد جمع العائلة معًا لتناول وجبة كبيرة: إنّه احتفالٌ متجذّر في "الإيمان". لذلك، شجّعهم على تعلّم الدهشة، "لا تأخذوا أي شيء كأمر مسلّم به"، وخصوصًا الحبّ: "محبّة الله ومحبّة الأشخاص الذين نلتقي بهم، وحثّهم على نشر هذا الشعور بالدهشة والفرح في مجمل أنحاء مجتمعاتهم وخارجها، "بهذه الطريقة، ننشر السعادة والثقة والعزاء".
وأشاد البابا فرنسيس بالأطفال لتقديمهم هدايا للمحتاجين، وحثّهم على عدم نسيانهم أبدًا والبحث عنهم لمنحهم "حبّهم وصحبتهم ومساعدتهم".
في الختام، شجّع البابا الحاضرين على الاستمرار في البقاء قريبين من المتألّمين، في الصلاة والمحبّة، وبخاصّة تجاه "العديد من الأطفال الذين يعانون من الجوع أو الحرب أو المرض".