"عمل الخير يَسبق العبادة الشكليّة والطقوس": البطريرك ساكو
رفع البطريرك ساكو الصلاة، في قدّاس الأحد، من أجل إنهاء الصراع في المنطقة، حيث يشعر الناس بقلق شديد من تداعياته على بلدان عديدة.
ثمّ قال في عظته التي شدّد فيها على تعليم يسوع: "تعليم يسوع جديد وثوريّ، يجذب الناس لأنّه يمسّ حياتهم وتقدّمهم. وما يعلّمه يطبّقه بنفسه..."
أضاف البطريرك قائلًا: "يشير القدّيس لوقا إلى زمن الحادثة ومكانها: السبت والمجمع وهما مقدّسان لا يمكن تجاوزهما في منظور اليهود المتشدّدين، في حين أنّ يسوع يكشف عن وجه الله الآب المحبّ. ويبادر بنظرته الإنسانيّة، ورحمته الواسعة إلى السيّدة المريضة الحدباء منذ 18 سنة، ويدعوها إلى أن تقترب منه، ويضع يده على رأسها، ويباركها ويشفيها: "يا امرأة أنت محلولة من ضعفك"، وفي الحال انتصبت.
تابع البطريرك بالقول: "لا بدّ من فهم هذه الاستقامة على مستوييْن: جسديّ وروحيّ. فيسوع أعاد إليها اعتبارها وحرّيّتها وكرامتها، وأيضًا رسّخ إيمانها، لذا راحت تمجّد الله على نعمة شفائها.
أمّا موقف رئيس المجمع فموقف متصلّب: "إغتاظ" لشفاء المرأة يوم السبت، في حين أنّ احترام السبت في التقليد اليهوديّ يعبّر عن الإيمان بأنّ الله هو سيّد حياة الناس ومسيرتهم. والسبت، السبَّات – الراحة، استباق السبت الأبديّ حيث الراحة المطلقة".
شرح البطريرك ساكو أيضًا، قال: "يسوع يسير في هذا الاتّجاه بشفائه المريضة يوم السبت. يقوم بمواجهة رئيس المجمع وتوبيخه ونعته بالمرائيّ- المنافق. يقول له يمكن إنهاض الحمار أو الثور اذا سقط في بئر يوم السبت ولا يمكن شفاء ]ابنة إبراهيم[؟ ويؤكّد له ولنا أنّ السبت هو لأجل الإنسان وكذلك الهيكل والطقوس…"
أوضح البطريرك ساكو وقال: "نتعلّم من هذه الأعجوبة:
1- البحث عن المعنى العميق للأشياء عبر قراءة علامات الأزمنة قراءة متأنيّة وبالإصغاء،
2- الشجاعة في تجاوز العقليّات المتشدّدة المتخلّفة التي تبنى على تقاليد غير أصيلة، وقوالب نمطيّة فارغة، تعيق نموّنا وتقدّمنا،
3- عدم التقيّد بالطقوس وأشكالها ومظاهرها وما تفرضه الشريعة ولا سيّما إذا كان العمل هو لخدمة الإنسان فعمل الخير يسبق أي عبادة شكليّة وأي طقوس".