"علينا أن نعيش اليوبيل واضعين القلب في محور حياتنا": الكاردينال تاغل
قال تاغل في حديثه إلى وسائل الإعلام الفاتيكانيّة "يمكن للمرء أن يقول أنا قلبي، لأنّه هو الذي يميّزني ويكوّنني في هويّتي الروحيّة ويضعني في شركة مع الآخرين": هذه إحدى أبرز مقاطع الرسالة العامّة "لقد أحبّنا" Dilexit nos. إنّها وثيقة تعليميّة لم تلقَ الصدى الواسع الذي لاقته الرسالتان العامّتان الاجتماعيّتان "Laudato si" و"Fratelli tutti" ولكنّها تمثّل مفتاحًا تفسيريًّا للحبريّة بأكملها. يمكن لهذه الرسالة العامّة، أن تكون مفيدة أيضًا لفهمٍ أفضل لحدث مثل السينودس حول السينودسيّة الذي اختتم للتو واليوبيل الذي سيبدأ بعد بضعة أسابيع".
في جوابه على السؤال حول كيف تلقّى خبر صدور الرسالة العامّة موضعنا، قال الكاردينال تاغل إنَّ "البابا فرنسيس هو بابا المفاجآت. على الرغم من أنّ الإعلان عن الرسالة والنشر اللاحق لها كانا غير متوقّعين من بعض النواحي بالنظر إلى التركيز على سينودس الأساقفة، إلّا أنّني لم أتفاجأ تمامًا بأن ينشر الأب الأقدس رسالة عامّة حول محبّة يسوع لنا، التي يرمز إليها قلبه الأقدس. بالنسبة إليّ كانت طريقة الأب الأقدس في جعل الأسس الكريستولوجيّة للرسالتيْن العامّتيْن الاجتماعيّتيْن"Laudato si" و"Fratelli tutti" أكثر وضوحًا. تسمح لنا محبّة يسوع، عندما ننالها، بأن نرى أخًا وأختًا في الكائنات البشريّة الأخرى (Fratelli tutti) وأن نكون حرّاسًا يقظين ومتواضعين ومسؤولين عن بيتنا المشترك (Laudato si).
أقول إنّ كتابات البابا فرنسيس وخطاباته ترتكز بشكل منهجيّ على إيماننا بشخص يسوع المسيح ورسالته. وبالتالي، أقترح إعادة قراءة هاتيْن الرسالتيْن العامّتيْن الاجتماعيّتيْن للعثور على آثار أو بذور الرسالة العامّة الروحيّة "لقد أحبّنا" الحاضرة فيهما".
قال الكاردينال تاغل عن خبرته للتعبّد لقلب يسوع الأقدس في الفيليبّين بأنّه يحظى بشعبيّة كبيرة هناك. نحن ممتنّون للعديد من الرهبانيّات التي تحمل اسم "القلب الأقدس"، والرهبانيّة اليسوعيّة والعمل الرسوليّ للصلاة وهي كلّها تشجّع على هذه العبادة في الأبرشيّات والرعايا والمدارس والعائلات. بالإضافة إلى عشيّات الصلاة والصلوات كلّ أوّل جمعة من كلّ شهر. من المعتاد أن يكون هناك صورة للقلب الأقدس المتوَّج في كلّ بيت. نحن نصلّي إلى قلب يسوع لكي يرشد عائلاتنا وأمتنا ويدبّرها برحمته ومحبّته. وتأتي هذه الصلاة من شعب عانى من الجراح بسبب الظلم والجشع والفساد واللامبالاة. هذا التعبّد هو أيضًا بمثابة تذكير بأنْ يجب أن نطلب من يسوع باستمرار أن يحوّل قلوبنا لكي تكون مثل قلبه. حتّى اليوم، وفي بعض المناسبات، ننشد الترنيمة الرسميّة للمؤتمر الإفخارستيّ الدوليّ الذي عُقد في مانيلا (١٩٣٧)، وهي ترنيمة للقلب الأقدس باللغة الإسبانيّة، حيث تقدّم الأمّة قلبها ليسوع "لا حبّ بعد الآن غير حبّك أيّها القلب الإلهيّ، إنّ الشعب الفيليبّينيّ يعطيك قلبه". هذه الترنيمة لا تزال حتّى اليوم تحمل عزاء إلى القلوب والدموع إلى العيون.