الفاتيكان
25 حزيران 2024, 06:35

"علينا أن نبني أوروبا من الشعوب، لا للعولمة المتجانسة": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في اللقاء الدوليّ الخامس والعشرين لجماعات القدّيس كولومبانو الذي عقد في بياتشينزا: "على الجماعات الكنسيّة والمدنيّة في القارّة (الأوروبيّة) ألّا تفقد هويّتها، بل تتحدّ في الاختلاف وتنفتح على الحوار مع الحضارات الأخرى"، كتب البابا وفق "فاتيكان نيوز".

 

دعا البابا في رسالته إلى بناء أوروبا من الشعوب، أوروبا منفتحة على الحوار واللقاء مع الحضارات الأخرى، متّحدة في اختلافاتها، وفيها لا تفقد الجماعات الكنسيّة والمدنيّة "هويّتها" ولا تذوب "في عولمة متجانسة، تحت رحمة القوى المهيمنة". ودعا إلى أن تتعزّز فيها اليوم هذه "العصارة الإنجيليّة"، التي حملها الرهبان الأيرلنديّون أتباع القدّيس كولومبانو لقرون مضت إلى أراضي القارّة القديمة.  

أكّد الأب الأقدس في كلمته إلى جماعات القدّيس كولومبانو أنّ الأمر،  لا يتعلّق بمجرّد إحياء ذكرى تاريخيّة، هو بالأحرى التزام بتعزيز معرفة القدّيس المحتفى به وإرثه كغنى للحاضر، في السياق الكنسيّ والمدنيّ.

تابع البابا قال: "قد يبدو هذا الهدف غير واقعيّ "لأنّ الفرق كبير بين أوروبا الحاليّة وأوروبا في القرنين السادس والسابع ولأنّ نموذج الحياة الذي اقترحه القدّيس كولومبانو ورفاقه هو بعيد البعد كلّه عن نموذجنا". "ومع ذلك"، أضاف البابا، "فإنّ هذا التباين وهذا التنوّع بالتحديد يجعل شهادة القدّيس كولومبانو ورسالته مثيرَين للاهتمام بشكل خاصّ، لا بل وجذّابين بالنسبة إلينا نحن الذين نعيش منغمسين في المادّيّة العمليّة وغالبًا في نوع من الوثنيّة الجديدة".

ثمّ، تذكّر الأب الأقدس، كيف أصبح الرهبان الأيرلنديّون، في ذلك الوقت، حجّاجًا ومرسلين في القارّة من أجل إعادة تبشير الأراضي الشاسعة "حيث كان الازدهار المسيحيّ الأوّل مهدّدًا بالضياع"، كتب: "إنّ أعمال الاستصلاح والزراعة التي قام بها الرهبان الكولومبانيّون على الأرض، قاموا بها أيضًا في مجال الروح والعقليّة والعادات، وهكذا فإنّ شهادتهما، مثل شهادة الرهبان البينديكتان في أماكن أخرى، ساهمت بشكل حاسم في الحفاظ على الحضارة الأوروبيّة وتجديدها".

"واليوم أيضًا"، كتب البابا فرنسيس، "نحن في حاجة إلى هذه ]العصارة[ الإنجيليّة، لكي لا تفقد الجماعات الكنسيّة والمدنيّة في القارّة هويّتها، ولا تنحلّ في عولمة متجانسة، تحت رحمة القوى المهيمنة، بل تتمكّن من أن تعبِّر عن إيمانها وثقافتها بأمانة خلّاقة لتقاليدها، وتساهم في بناء أوروبا من الشعوب، متّحدة في التعايش في الاختلافات، ومنفتحة على اللقاء والحوار مع حضارات العالم الأخرى".

ومن هنا جاء تشجيع البابا للذين يلتزمون بالمضي قدمًا بمبادرة"اليوم الكولومبانيّ"، "على الاستقاء من الإلهام الإنجيليّ وعلى التعاون المحترم مع السلطات المدنيّة".