الفاتيكان
28 أيار 2024, 12:50

"على الجهود لمساعدة أفريقيا أن تدعم، لا أن تفرُض": الكرسي الرسوليّ

تيلي لوميار/ نورسات
يقترح رئيس الأساقفة غابرييل كاتشيا، المراقب الدائم للكرسي الرسوليّ لدى الأمم المتّحدة، في كلمته أمام المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن في شأن صون السلم والأمن الدوليّين، طريقتين للمساعدة في تعزيز دور أفريقيا في ضمان أمنه، كما جاء في "أخبار الفاتيكان".

 

نظرًا إلى موجة جديدة من الاستعمار والاستغلال المستمرّ، ينبغي على المجتمع الدوليّ أن يلتزم بالمساعدة في تعزيز كرامة الشعوب الأفريقيّة وحمايتها.

أعرب رئيس الأساقفة غابرييل كاتشيا، المراقب الدائم للكرسي الرسوليّ لدى الأمم المتّحدة، عن هذا الموقف في المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول صون السلام والأمن الدوليّين التي ركّزت على "تعزيز دور الدولة الأفريقيّة في مواجهة تحدّيات الأمن والتنمية العالميّة".

وبينما سلّط الضوء على أنّ أفريقيا تتمتّع بثروة من الموارد البشريّة والطبيعيّة، إلى جانب تراث ثقافيّ غنيّ، أعرب عن أسفه لأنّها "تعاني العديد من التحدّيات"، بما في ذلك الصراعات والإرهاب وتأثير تغيّر المناخ والنضال المستمرّ من أجل التنمية الاقتصاديّة والقضاء على الفقر.

وأشار إلى أنّ "هذه التحّديات أدّت إلى عدم الاستقرار وأعاقت التقدّم في التنمية في العديد من البلدان الأفريقيّة، ما تسبّب بمعاناة واسعة النطاق للكثيرين".

وفي هذا السياق، انتقل المراقب الدائم إلى الدليل على مجالين رئيسيْن يسهمان في تعزيز دور الدول الأفريقيّة في التصدّي للتحدّيات الأمنيّة والإنمائيّة التي تواجهها.

أوّلًا، أشاد بالتقّدم الكبير الذي أحرزته الدول الأفريقية لمواجهة بعض التحديات الأكثر إلحاحا في القارة، مشيدا بفعاليتها وقال إنه يجب عليها مواصلة العمل معا.

ثانيا، أضاف أنْ يتعيّن على المجتمع الدوليّ أن يساعد أفريقيا، خصوصًا في ظلّ "الواقع المقلق للغاية" المتمثّل في أنّ بعض البلدان لا تزال تستغلّ الشعوب الأفريقيّة والموارد الطبيعيّة للقارّة.

وحذّر من أنّ "موجة جديدة من الاستعمار نشهدها حاليًّا، لا تحترم الكرامة الإنسانيّة الأصيلة للجميع، وتقوّض الصالح العامّ، وتهدّد الجهود الرامية إلى القضاء على الفقر".

لذلك، قال رئيس الأساقفة كاتشيا، "من الأهمّيّة بمكان أن يعمل المجتمع الدوليّ بشكل جماعيّ لضمان أن يصبح الرجال والنساء والأطفال في أنحاء أفريقيا كلّها، وكلاء  لتقرير مصيرهم".

وحثّ على ضرورة بذل الجهود "لدعم أفريقيا وليس الفرض عليها" و"منحها حرّيّة اتّباع سياسات للتنمية البشريّة المتكاملة".

واختتم المراقب الدائم للكرسي الرسوليّ كلمته بالتذكير بكلمات البابا فرنسيس عندما خاطب السلطات في جمهوريّة الكونغو الديمقراطية العام الماضي.

"أتمنى أن تكون أفريقيا، ابتسامةُ العالم وأملُه، أعلى مكانة! أتمنّى أن يتمّ التحدّث عنها بشكل متكرّر، وأن يكون لها وزن أكبر بين الأمم!"