"على التكنولوجيا أن تحسّن حياة الإنسان لا أن تأخذها": الكرسي الرسوليّ
تحدّث رئيس الأساقفة إيتوري باليستريرو مؤخّرًا في منتدى للأمم المتّحدة في جنيف عن الحاجة إلى مراقبة تطوير أنظمة الأسلحة الفتّاكة ذاتيّة التشغيل (LAWS) عن كثب، والتي يطلق عليها بالعاميّة "الروبوتات القاتلة".
ألقى المراقب الدائم للكرسي الرسوليّ لدى الأمم المتّحدة والمنظّمات الدوليّة الأخرى في جنيف كلمة في الدورة الثانية لفريق الخبراء الحكوميّين لعام 2024 المعني بالتكنولوجيّات الناشئة في LAWS.
إفتتح رئيس الأساقفة باليستريرو خطابه بكلمات البابا فرنسيس لقادة G7 في حزيران/يونيو 2024 حول الحاجة إلى حظر LAWS.
في تلك المناسبة، قال البابا: "لا ينبغي لأي آلة أن تختار أبدًا قتل إنسان".
وقال رئيس الأساقفة إنّ الكرسي الرسوليّ يسعى إلى اتّفاق ملزم قانونًا لتنظيم البحوث في تسليح الذكاء الاصطناعيّ ووقف تطويره (كسلاح) واستخدامه.
وأعرب عن أسفه لأنّ الدول تستخدم ساحات الحرب لاختبار LAWS، وقال إنّ الكرسي الرسوليّ يدعم جهود الأمم المتّحدة لتحليل "الوظائف المحتملة والجوانب التكنولوجيّة لأنظمة الأسلحة الآليّة"، وأضاف أنّ الكرسي الرسوليّ يؤكّد استحالة اعتبار "الأسلحة الفتّاكة ذاتيّة التشغيل كيانات مسؤولة أخلاقيًّا".
قال باليستريرو: "يمتلك الإنسان، الموهوب عقلًا، قدرة فريدة على الحكم الأخلاقيّ واتّخاذ القرارات الأخلاقيّة التي لا يمكن تكرارها بواسطة أي مجموعة من الخوارزميّات، مهما بلغ تعقيدها"، مشيرًا إلى الفرق الأخلاقيّ بين "الاختيار" و "القرار".
وقال إنّ القرار يتطلّب تقييما عمليًّا يتجاوز مجرّد الاختيار وينطوي على مراعاة القيم والواجبات، وإنّ الاتّفاقيّات الدوليّة يجب أن "تضمن مساحة للسيطرة البشريّة المناسبة على الخيارات التي تتّخذها برامج الذكاء الاصطناعيّ وتحميها: كرامة الإنسان نفسها تعتمد عليها".
أضاف رئيس الأساقفة "إنّ الفوائد التي ستتمكّن البشريّة من جنيها من التقدّم التكنولوجيّ الحاليّ ستعتمد على الدرجة التي يقترن بها هذا التقدّم بتنمية كافية للمسؤوليّة والقِيم التي تضع التقدّم التكنولوجيّ في خدمة التنمية البشريّة المتكاملة والصالح العامّ".