"عدم احترام القيم الدينيّة يؤدّي إلى التعصّب": البابا
شجب الأب الأقدس التمييز "القائم على الاختلافات" الذي قال إنّه أمسى بالنسبة إلى الكثيرين "تجربة يوميّة" وأشار إلى "القيم" بين الأديان المختلفة.
"إنّ عدم احترام التعاليم النبيلة للأديان هو أحد أسباب الوضع المضطرب الذي يجد العالم نفسه فيه اليوم"، قال البابا لقادة الأديان والممثّلين المجتمعين في الفاتيكان للاحتفال بالذكرى المئويّة لمؤتمر "الأديان جميعها" الذي نظّمته "سري نارايانا دارما سانغوم تراست".
ودعمًا لإرث سري نارايانا غورو، "المرشد الروحيّ" الهندوسيّ و"المصلح الاجتماعيّ"، قال البابا إنّ الأخير كرّس حياته لتعزيز "الارتقاء الاجتماعيّ والدينيّ".
وقال إنه من خلال معارضته للنظام الطبقيّ، نشر رسالة مفادها أنّ " البشر جميعًا، بغضّ النظر عن عرقهم أو تقاليدهم الدينيّة والثقافيّة، هم أعضاء في عائلة بشريّة واحدة"، مشدّدًا على أنْ لا ينبغي أن يكون هناك تمييز ضدّ أي شخص، على أيّ مستوى، أو بأيّ شكل من الأشكال.
رسالة يتردّد صداها بعد مئة عام في "مؤتمر الأديان جميعها" الذي تمّ تنظيمه بدعم من دائرة الحوار بين الأديان. ووصف البابا موضوع التجمّع، "الأديان معًا من أجل إنسانيّة أفضل"، بالمهمً، حقًّا، وعلى نحوٍ خاصّ، لعصرنا"، الذي يتّسم بالفعل "بتزايد حالات التعصّب والكراهية بين الشعوب والأمم".
وقال إنّ حالات "التمييز والإقصاء والتوتّر والعنف" على أساس "الاختلافات في الأصل العرقيّ أو الاجتماعيّ والعرق واللون واللغة والدين" باتت "تجربة يوميّة للعديد من الأفراد والمجتمعات"، وخصوصًا بالنسبة إلى الفقراء والعزّل ومن لا صوت لهم.
ذكّر الأب الأقدس بوثيقة الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالميّ والعيش المشترك، التي تمّ توقيعها في خلال زيارته الرسوليّة الإمارات العربيّة المتّحدة في 2019 مع الإمام الأكبر للأزهر، أحمد الطيّب.
تنصّ الوثيقة على أنّ الله "خلق البشر جميعهم متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة، ودعاهم إلى العيش معًا كإخوة وأخوات".
وشدّد البابا على أنّ "الحقيقة الأساسيّة" المشتركة بين "الأديان جميعها" هي تعليمها بأنّنا "كأولاد للإله الواحد، يجب أن نحبّ ونكرم بعضنا البعض...ونهتمّ ببعضنا البعض وبالأرض، بيتنا المشترك"، مشيرًا إلى أنّ تجاهل مثل هذه التعاليم هو سبب للاضطراب في العالم.
أعرب البابا فرنسيس عن أمله في التعاون بين "الأشخاص ذوي النوايا الحسنة" جميعهم لتعزيز ثقافة "الاحترام والكرامة والرحمة والمصالحة والتضامن الأخويّ".
وقد تردّدت أصداء هذه الرسالة في "إعلان الاستقلال المشترك" الذي وقّعه البابا فرنسيس والإمام الأكبر نصر الدين عمر في الاجتماع بين الأديان في مسجد الاستقلال في جاكرتا، إبّان زيارة البابا إندونيسيا، في أيلول/سبتمبر المنصرم، وتمحور الإعلان حول "تعزيز الوئام الدينيّ من أجل الإنسانيّة، والذي يشكّل ترياقًا لقيم "الفرديّة والإقصاء واللامبالاة والعنف".