"زمن الصيف زمن التوبة وترميم الذات": البطريرك ساكو
قال البطريرك ساكو في العظة التي ألقى بعد قراءة الإنجيل إنّ "زمن الصيف يشمل سبع آحاد تشكّل زمن العطلة والراحة، لكنّه ليتورجيًّا هو زمن التوبة، يركّز عليها من خلال قراءات الكتاب المقدّس في القدّاس، والصلوات العامّة، والتراتيل، انطلاقًا من دعوة يسوع الأساسيّ: ] تُوبوا، قد اقتَرَبَ مَلكوتُ السَّمَوات[ (متّى 2: 3)".
شرح البطريرك ساكو قال: "التوبة أمر جوهريٌّ في حياتنا الإنسانيّة والمسيحيّة، بسبب ضعفنا ولامبالاة المجتمعات التي نعيش فيها. فنحن يوميًّا نكبر أو نصغر. الحياة معلّمة. كم هو رائع الإنسان المستقرّ والمتوازن. البيت، والدير، والكنيسة، والعمل، المستقرّ بدفء المحبّة، والتفاهم والاحترام، يضفي الشعور على كلّ أحد أنّه بيته، أو ديره، أو كنيسته، أو عمله!
في التوبة نكتشف أبعادًا جديدةً لم نكن قد اختبرناها، ونتعرّف على جذور الخطايا فينا التي هي سبب الانقسام-الانفصام، ونزيلها لنعيش بفرحٍ عمقَ حبّ الله لنا".
تابع البطريرك ساكو قال: "يدعونا هذا الزمن إلى اتّخاذ قرار جميل بقطع اهتماماتنا الاعتياديّة، للنزول إلى أعماق ذاتنا، لتفحُّص تفاصيل حياتنا كلّها، وتقويم ما هو معوجّ فينا وفي علاقاتنا، والشروع بعيش حياة جديدة، بكثير من السلام الداخليّ والخارجيّ واليقين والاطمئنان والانشراح".
أضاف: "ثمّة صلاة جميلة نبدأ بها صلاة صباح كلِّ أحد: ]أهّلنا يا ربّنا وإلهنا لنخدم أمامك بنقاوة وإجلال، بانتباه واجتهاد، بصدق واستقامة، وقداسة وبلا لوم.. لتكن مراحمك لمغفرة خطايانا[.
هذه الصلاة هي مشروع توبة ديناميكيّ، للتصالح مع الذات ومع الآخرين، واسترجاع إنسانيّتنا الحقّة، وقيمنا المسيحيّة، وعلاقاتنا الطيّبة، من خلال الإصغاء إلى نداءات الله والصلاة"…
ختم البطريرك روفائيل ساكو بالقول: "كم مرّة قال يسوع لمن يقصده: ]إذهب بسلام، خطاياك مغفورة[. وفي إنجيل اليوم أعطانا مثالًا ملموسًا عن شفاء رجل فيه استسقاء (أكياس مياه)، ألا ترمز هذه الأكياس إلى الخطايا؟ وشفاؤه إلى محبّة الله ورحمته الواسعة وغفرانه؟ هذه الحركة ينبغي أن تهزّ كياننا. لنستفد إذًا من هذه الفرصة التي هي النعمة".