"ذروة الحرب في غزّة وراءنا": البطريرك بيتسابالا
لا يزال العنف مستشريًا في الأرض المقدَّسة، ومع ذلك، فإنّ الكاردينال بييباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس لللاتين أعرب عن اعتقاده بأنّ نهاية العنف اقتربت.
"أعتقد أنّ ذروة الحرب في غزّة صارت وراءنا"، قال الكاردينال بيتسابالا في مؤتمر صحفيّ نظّمته "مساعدة الكنيسة المحتاجة". وقال إنّ وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه بين حزب الله وإسرائيل له تأثير على غزّة وحماس. وأوضح انطباعه بـ"أنّنا سنتوصّل في الأسابيع أو الأشهر المقبلة إلى حلّ وسط".
في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، توصّلت إسرائيل ولبنان إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار...حتّى لو استمرّ وقف النار الهشّ وامتدّ إلى قطاع غزّة، أوضح الكاردينال بيتزابالا أنّ نهاية الهجمات العسكريّة لا تعني نهاية الصراع.
وطرح البطريرك سؤالًا: "عندما تنتهي العملّية العسكريّة، كيف ستكون الحياة في غزّة؟ من سيكون هناك؟ وشدّد على أنّ الأمر سيستغرق سنوات للبدء في إعادة بناء المجتمع والحياة للفلسطينيّين. "أنا متأكّد من أنّ الحدود مع إسرائيل ستبقى مغلقة، فما هو مستقبل هؤلاء الناس؟"
أحد المخاوف التي حدّدها الكاردينال بيتسابالا هو مدى انعدام الثقة والكراهية في الأرض المقدّسة - من خطاب الكراهية إلى إنكار الآخر. بالمقارنة مع الحروب والصراعات الأخرى، قال البطريرك إنّ هذه الحرب كانت مختلفة. هناك ما قبل 7 أكتوبر وما بعده "نوع العنف الذي وقع، وكان التأثير العاطفيّ على السكّان المعنيّين هائلًا".
عندما ينتهي الصراع، لن يكون الحلّ بسيطًا. قال البطريرك: "تمكننا إعادة بناء البنية التحتيّة، لكن كيف نعيد بناء العلاقات؟"
بالنسبة إلى المسيحيّين، الذين يشكّلون 1.5٪ من سكّان الأرض المقدّسة، وصف الكاردينال بيتسابالا وضعهم بأنّه "متميّز" لأنّهم يتمتّعون "بحرّيّة التواصل مع الجميع". ومع ذلك، لم تكن حياتهم سهلة في الأرض المقدّسة وسط الصراع. تمّ إلغاء تصاريح المسيحيّين الذين عملوا في إسرائيل جميعهم تقريبًا بعد 7 أكتوبر 2023. وشدّد البطريرك على ضرورة إبقاء المسيحيّين في الأرض المقدّسة "للحفاظ على ذكرى يسوع حيّة في أرض يسوع".
لكنّه حذّر من أنّ الأمل في المستقبل لا ينبغي أن يكون مرتبطًا بالحلّ السياسيّ لأن "لا يوجد حلّ قصير المدى".
أوضح الكاردينال بيتسابالا أنّ الأمل مرتبط بالإيمان. وسلّط الضوء على أنّ هذه ليست مجرّد "كلمات لطيفة، لكنّها حقيقيّة. في كلّ مكان، من غزّة إلى الضفّة الغربيّة والقدس وإسرائيل". وصف البطريرك مشاهد لأشخاص يلتزمون "بفعل شيء للآخرين". في حين أنّ هذه الأعمال الصغيرة قد لا تغيّر الوضع السياسيّ، قال الكاردينال بيتسابالا "هناك أمل" وهذا يعني أنْ"يمكننا تغيير شيء ما أينما نحن".