الفاتيكان
17 تشرين الأول 2024, 07:40

"دعونا نعمل بالتماسك، وسنحصل على ثمار الروح القدس، مدركين من خلال ما نحقّق، التدخّلَ الإلهيّ": الكاردينال أغيار ريتيس

تيلي لوميار/ نورسات
ألقى الكاردينال كارلوس أغيار ريتيس، الرئيس المنتدب لسينودس الأساقفة، عظة في القدّاس الإلهيّ في بازيليك القدّيس بطرس لمندوبي السينودس، في ما يلي النصّ الكامل لها، كما نقلته "فاتيكان نيوز".

 

طوبى لمن يثق بالربّ"

بهذه العبارة، نكون قد استجبنا لكلمة الله، لما يشير إليه القدّيس بولس الرسالة إلى أهل غلاطية: اضطراب الإنسان الأنانيّ هو سبب الأعمال الشرّيرة. ولكن كيف يمكن التغلّب على هذا الميل؟ من خلال تعلّم أن نسمح لأنفسنا أن يقودنا الروح القدس. ونحن نفعل ذلك من خلال التعرّف على يسوع المسيح وحمْلنا، كتلاميذ صالحين، شهادة حياته وتعاليمه.

بهذه الطريقة، سنحصل على ثمار الروح القدس: المحبّة، والفرح، والسلام، والكرم، والعطف، والصلاح، والأمانة، والوداعة، وضبط النفس.

على هذه الدرب، سنكتسب بلا شكّ، كما يقول يسوع في الإنجيل، حرّيّة التدخّل وتصحيح من ضَلّوا أو ضُلِّلوا أو المدَّعين، الذين يقدّمون أنفسهم كنماذج للآخرين أو يضعون متطلّبات لا يدعمونها هم أنفسهم".

تابع الكاردينال ريتيس قال: "من المناسب، أمام كلمة الله هذه، أن نعززّ ثقتنا بالعون الإلهيّ كي نواجه برجاء مختلف الحضورات والسلوكيّات، التي تنتقد تطبيق الحياة السينودسيّة في جماعاتنا الكنسيّة داخل الكنيسة وخارجها وتعيقها.

أعتقد أن من المناسب أن نسأل أنفسنا عن مدى التزامنا بالعيش وتعزيز السينوداليّة (السينودسيّة) في مجالات مسؤوليّتنا الكنسيّة والاجتماعيّة.

بالتأكيد، ستكون لدينا توقّعات مشروطة بسياقاتنا الاجتماعيّة والكنسيّة، ولكن علينا أن نتذكّر في صلاتنا، أنّنا لن نفتقر إلى مساعدة الروح القدس في تعزيز مهامنا الخاصّة، في مسيرتنا السينودسيّة وفي ممارستنا السينودسيّة."

أكمل الكاردينال كلمته حاثًّا الحضور: "دعونا لا نتردّد، أيّها الإخوة والأخوات، دعونا نعمل بالتماسك، وسنحصل على ثمار الروح القدس، مدركين من خلال ما نحقّق، التدخّلَ الإلهيّ، الذي غالبًا ما يفاجئنا، ويحقّق أكثر بكثير ممّا توقّعناه بشريًّا.

إنّ هذه الخبرة الروحيّة لرؤية المساندة الإلهيّة في أداء مسؤوليّاتنا اليوميّة ستمكّننا من التعرّف على عمل الروح القدس في الآخرين، وتشجيع أعضاء جماعاتنا، في مواجهة الصعوبات المعتادة، كتلاميذ صالحين، على ألّا يفقدوا عزيمتهم على طول الطريق.

وهكذا، سنحصل أيضًا على الحرّيّة الروحيّة للتدخّل من خلال التصويب الأخويّ والتضامن والمساعدة الجادّة لجيراننا المحتاجين.

بهذه الطريقة، سنتطوّر كأشخاص يثقون في الربّ يسوع، ويعرفون كيف يتجنّبون الاسترشاد بالمعايير الدنيويّة، وسنكون سعداء مثل شجرة غرسها نهر النعمة، والتي تثمر في وقتها ولا تذبل أبدًا.

نرجو أن نختبر جميعًا فرح الثقة الدائمة بالربّ يسوع وسعادتها، هو الطريق والحقّ والحياة. آمين!"