"دعاء الإسترئاس..!" بقلم جورج كلّاس

"دعاء الإسترئاس..!"

صليبنا من خشبنا.!

فاسمع يا أيّوب صبرنا ! 

بمناسبة دعوة النّوّاب المسيحيّين إلى يوم تأمّلٍ و صلاة و صفنٍ ورجاء يوم الأربعاء 5 نيسان 2023

إستلهامًا وحثّا لانتخاب رئيس للجمهورية…!

أيّها النّوّاب

أدخلوا إلى مركعة الإعتراف

إندموا وتوبوا عن كلّ إقتراف

إنمشحوا بزيت الرحمة

إتشحوا بنور بالنعمة

صلّوا من القلب 

لا تضلّوا الرّب..!

في {أربعاء أيّوب} ودلالته الايمانيّة

ويوم الرّبّ و نعمه السّماوية

وكلّ أزمنة الدعاء

ونذور الشّفاء

وفروض الصّوم

وشدّة اللوم

وأدعية الصّلاة

وتوبة الممات 

وبعد أن نضبت الآمال

وجفّ الحلق

وضاق الخلق

وقربت الآجال 

وكثر التّهويل

وإرتفع العويل 

وضجّ الإنتحاب 

عظمت المخاطر

وصعب الإنتخاب

وإنكسر الخاطر 

وطلّ الفراغ

والشّغور تكاثر 

والخوف شاع

وأغمضت العيون

وصمّت الأسماع

وأطبقت الجفون 

وشاعت الكبائر

وسكتت الضمائر 

وعمّ الضياع 

لم يعد أمام الخائفين على لبنان، إلًّا أن يدعوا إلى رفع صلاة (الإسترئاس) رأفةً بالناس، على رجاء أن يستجيب الله رجواتهم فيلهم النوّاب الاسراع بإنتخاب رئيسٍ للبلاد، تمامًا كما يرفع المؤمنون الدعاءات و رتبة صلاة (الإستسقاء) متى طال الجفاف والماء إنحسر وعمّ اليباس راجين هطول المطر، فتهدأ الرؤوس و تثلج الصدور وتبرد القلوب ويرتاح البال. 

اللّهمّ إجعله دعاءً مستجابًا..! 

"أربعاء أيّوب" فيه تتأمل الكنيسة "بأيّوب”، الرّازح تحت الأوجاع والصّابر على الآلام والراضي بها وغير المتأفّف، وهو القائل:

"عريانًا خرجت من بطن أمّي، وعريانًا أعود إليه. الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الربّ مباركًا"..!

بالصّبر والألم نبني جسر العبور إلى الرّبّ. وفي "أربعاء أيّوب" تقيم الكنيسة رتبة القنديل، وتبارك الزّيت وتمسح به جباه المرضى والمؤمنين. هذه الرّتبة كانت في الأساس سرّ مسحة المرضى. فيمسح المؤمنون بالزّيت الذي يرمز إلى الشّفاء والتّشجيع والنور. المشح بالزيت هو علامة حبّ الرّبّ للمتألم والمعّذب والصّابر والخاطئ….

اللهمّ إمشح بزيتك القدسيّ جباه النواب وحرّك صمائرهم وألهمهم الإسراع بإنتخاب رئيس، قبل أن ننسى أنّنا مواطنون و ينسانا العالم..!

إسمع يا ربّ سؤلنا

أنقذنا من بؤسنا

إنشلنا من يأسنا

وإستجب دعاءنا

لبنان يناديك يا ربّنا..!