العالم
12 أيلول 2024, 13:30

آثار الاحترار العالميّ تشكّل تهديدات لمنطقة جزر المحيط الهادئ

تيلي لوميار/ نورسات
تبعث الدول الجزريّة ذات الكثافة السكّانيّة المنخفضة، في المحيط الهادئ، أقلّ من 0.02٪ من انبعاثات غازات الدفيئة السنويّة في العالم. ومع ذلك، فإنّ هذه المجموعة من الجزر البركانيّة والجزر المرجانيّة هي أوّل من يعاني من آثار الاحترار العالميّ، على ما ورد في "فاتيكان نيوز".

 

إبّان القمّة الثالثة والخمسين لقادة منتدى جزر المحيط الهادئ في تونغا التي عقدت في الفترة بين الثالث والعشرين من آب/أغسطس 2024 والثلاثين منه، دعا الأمين العامّ للأمم المتّحدة مرّة أخرى المجتمع الدوليّ إلى معالجة محنة الدول الجزريّة الصغيرة، التي هي بالفعل ضعيفة ومع ذلك فهي الأولى التي يهدّدها ارتفاع منسوب مياه البحر والمياه الأكثر دفئا.  

سبق أنطونيو غوتيريش الأمين العام البابا في السفر إلى أوقيانوسيا عندما ذهب إلى تونغا لحضور القمّة.  

بالإضافة إلى هذا التقارب في الرزنامة، يتشاطر الكرسي الرسوليّ والأمم المتّحدة منذ وقت طويل قلقًا إزاء ضعف جزر القارّة الزرقاء. وعلى المستوى متعدّد الأطراف، تدعو المؤسّستان إلى إلغاء الديون المستحقّة على هذه البلدان، فضلًا عن زيادة مشاركة البلدان الغنيّة في تمويل "صناديق المناخ" لتعويض دول المحيط الهادئ ومساعدتها على التكيّف. وفي بعض الحالات، استعيض عن المعونة الإنمائيّة بالمعونة المخصّصة للتكيّف مع تغيّر المناخ.

هذه الاستثمارات المتوسّطة والطويلة الأجل لها عيب عدم ملاحظتها على الفور من قبل السكّان المحلّيّين. ومع ذلك، فإنّ المستقبل مقلق لهؤلاء السكّان المنتشرين عبر 35 مليون كيلومتر مربع من المحيط. تتعرّض الموارد الطبيعيّة لبحيرات المحيط الهادئ الفيروزيّة للتهديد من ارتفاع درجة حرارة المياه، "وهو اتّجاه طويل الأجل تفاقم بسبب تأثير النشاط البشريّ" كما قال تاماتوا بامبريدج، الباحث البولينيزيّ، ومن الأمواج البعيدة المرتبطة بالأعاصير.

صارت الظواهر المناخيّة أكثر تواترًا، ما أدّى إلى فقدان بعض الجزر للأرض والبعض الآخر إلى الحصول عليها. جزر المحيط الهادئ معرّضة للخطر بشكل خاص:ّ متوسّط الارتفاع فيها هو متر إلى مترين فوق مستوى سطح البحر، ويعيش حوالى 90٪ من السكّان على بعد أقلّ من خمسة كيلومترات من الساحل، ونصف البنية التحتيّة على بعد أقل من 500 متر من البحر.

التكيّف مع تغيّر المناخ هو مفتاح الاستجابة في هذه الأماكن. "من دونه، فإنّ أيّ حدث متطرّف سيؤدّي إلى زيادة في الأمراض المعدية أو غير المعدية، أو انخفاض في الاحتياطيّات الغذائيّة، أو على الأقلّ في القدرة على زراعة الغذاء أو استخراجه من المحيط"، كما يتوقّع تاماتوا بامبريدج.

لا تزال المرونة المناخيّة للجزر غير كافية بسبب نقص الأموال، وتعتمد على حكمة عمرها قرون. يقول تاماتوا بامبريدج: "لدينا معرفة تقليديّة بكيفيّة قراءة الطقس والسماء، وكيفيّة توقّع التغيّرات في الطقس"، محذّرًا من الحلول قصيرة الأجل مثل مشاريع السدود. ويهدف بناؤها إلى التعويض عن ارتفاع منسوب مياه البحر، ولكنّها تتسبّب في إزالة خطيرة للطمي من الساحل. "نحن لا نحاول بالضرورة ضمان أن يتمكّن الجميع من العيش على ارتفاع ثلاثة أمتار فوق مستوى سطح البحر. لكنّنا نبني قاعات المدينة وفقًا لمعايير الأعاصير، لمعايير الانتفاخات البعيدة، بحيث يمكن لجميع السكّان على الأقلّ اللجوء إلى هناك في حالة وقوع أحداث متطرّفة"، يقول تاماتوا بامبريدج.