أوروبا
17 كانون الثاني 2017, 08:36

"تيلي لوميار" تزور رعية القديس الخوري ٱرس في فرنسا

في زمن الصّعوبات ونشوب الثورة الفرنسية وتحديدًا، وفي الوقت الذي صوت فيه المجلس التشريعي على"وثيقة الدستور العلماني للاكليروس" الذي قضى بجعل الكهنة الفرنسيين يعتبرون موظفين لدى الدولة ويرفضون أي علاقة بالبابا وبالكنيسة الجامعة ولد جان ماري فيانيه المعروف بالخوري ٱرس شفيع الكهنة.

الكهنة في ذاك الوقت رفضوا ان يقسموا الولاء وينفصلوا عن الكنيسة الجامعة فوقعت المجزرة التي أودت بحياة ٢٣ كاهنا.

لقد شهد الخوري ٱرس ومؤمنيه تقلبات سياسية واجتماعية هدفها العداء للكنيسة فكان الالحاد سيد الموقف.

تنشأ الخوري ٱرس على حب المسيحية والعمل المعطاء وتقاسم الخبز مع الفقير والمحتاج وانطبع في حياته حب مريم.

وبعد محطات وٱلام عاشها الخوري ٱرس سيم شماسا  في ٢٣ حزيران/ تموز ١٨١٥في ليون، وفي ١٣ ٱب ١٨١٥أصبح كاهنا.

في التاسع من شباط العام ١٨١٨ عيّن كاهنًا لرعية صغيرة تدعى ٱرس خدمها مدة ٤١ عاما.

بث الخوري ٱرس في هذه الرّعية روح الإيمان والتّجدد وعمل على تقوية النفوس الضّعيفة في وقت كان الإيمان يشارف على الاضمحلال، فاهتم بالعائلات والفقراء والمرضى وحاول مواجهة الإلحاد بعزيمة الايمان لتصبح الكنيسة واحة لتجديد الذات فقرّر أن يعمل على اضفاء جمالية لخدمة الله.

عمل الخوري ٱرس على تجديد كنيسة الرّعية ٱنذاك التي كانت تضم ٣٠٠ مؤمن ومؤمنة وكان يمضي وقته في سماع الاعترافات لكل من يقصده  من سائر انحاء فرنسا بحيث يجعل التوبة تولد في القلوب لكي يرى كل مؤمن ٱلام الله بسبب خطاياه.

عاش الخوري ٱرس حياة تقشفية مليئة بالتحديات وكان يشدد ان الكهنة يعانون من ضعف الحياة الروحية.

أسّس الخوري آرس مدرسة وميتما دعاه "ميتم العناية الالهية" بالرّغم من أنّه كان معدمًا من ناحية المال، انما لم ينقصه الطّعام يومًا في الميتم بحيث كانوا يذهبون لأخذ الخبز فيجدونه فارغًا، فيأتون إلى بيت الرعية ليشكوا لكاهنهم الأمر، فيطلب منهم ان يصلوا معه وبعدها يعودون إلى الميتم ليجدوا المعجن مليئا بالقمح. ويعد هذا الأمر بمثابة عجيبة بحسب ما أكده الاب لوك Ledroit"Chapelain du sanctuaire" في حديث لتيلي لوميار ونورسات من رعية آرس، موضحًا أن الزّوار كانوا يتوافدون إلى آرس سنويًا بهدف الاعتراف أمامه فكان يمكث في كرسي الاعتراف ساعات وساعات لقبول توبة المؤمنين.

وتابع الاب لوك قائلا:" ثلاثة وسبعون سنة امضاها الخوري آرس في خدمة رعيته واضعا كل امكانياته في خدمة المؤمنين رغم كل التحديات لافتا إلى ان الكنيسة لم تعلنه شفيعا للكهنة لمجرد الاعلان بل ليكون مثالا للكهنة في العطاء وبذل الذات من اجل الآخر.

أضف إلى ذلك، ان البابا بيوس العاشر قد اعلنه طوباويا وشفيعا لكهنة فرنسا في العام 1905، وفي العام 1925 أعلنه البابا بيوس الحادي عشر قديسا ومن ثم اعلنه في العام 1929 شفيع كهنة الرعايا في العالم اجمع.

الاب لوك أكّد ان كنيسة الرعية أي رعية آرس تكتظ بالمؤمنين الذين يتوافدون من كل اصقاع العالم ليتعرفوا على سيرة ومسار القديس الخوري آرس وليتأملوا ضريحه الكائن في البازليك التي تم توسيعها حسبما كانت رؤيته لها فأضحت واحة للايمان ولاقامة الصلوات والاعترافات وهي مقسمة إلى قسمين: القسم الاول عبارة عن الكنيسة القديمة التي كانت الصلوات تقام بها آنذاك حيث كان عدد ابناء الرعية يبلغ 300 مؤمن.

اما القسم الثاني فيتمثل بالبازيليك الكبيرة  التي تضم اليوم 1200 مؤمن ومؤمنة كما ان المكان المقدس يحوي على كنيسة تحت الارض تقام فيها الصلوات.

في حين، اصبح بيت الرعية حيث كان يمكث الخوري آرس متحفا يترجم كل محطات حياة ذاك القديس الذي عايش الزمان والمكان في احلك الظروف ولكنه انتصر عليها بالايمان والعطاء المستمر.

في مقابل ذلك، يوجد في المكان اكليريكية تعمل على ايصال روحانية القديس الخوري آرس وتشرف عليها جماعة عالمية مؤلفة من كهنة كما ان رعية آرس هي رعية تابعة لمطران الابرشية Belley_Ars.

 وكشف الاب لوك ان اكثر من 2000 كاهن قد زاروا آرس وهذا ما لمسه الجميع من خلال التدوين على السجل الذهبي كما ان رعية آرس تزدحم بالمؤمنين بعيد القديس الخوري آرس وتقام الاحتفالات والصلوات في البازيليك وفي الباحات الخارجية والمساحات الخضراء ليشهد الجميع  على حرارة الايمان التي انبتتها حياة القديس الخوري آرس.