ميناسيان شارك في مؤتمر فروتسواف حول العبادة الدّائمة، والتّفاصيل؟
وبحسب إعلام البطريركيّة، "وصل غبطته إلى فروتسواف في الخامس من حزيران، حيث كان في استقباله عدد من الشّخصيّات الكنسيّة البارزة، من بينهم المونسنيور ماتشي ماليغا، الأسقف المساعد لأبرشيّة فروتسواف، والمونسنيور فلودزيميرز جوشتزاك، أسقف الكنيسة اليونانيّة الكاثوليكيّة في فروتسواف- غدانسك، والمونسنيور زبيغنييف ستانكيفيتش، رئيس أساقفة ريغا في لاتفيا.
افتُتحت أعمال المؤتمر في كاتدرائيّة فروتسواف بصلاة وتأمّل، لتتواصل بعدها الجلسات في قاعة يوحنّا بولس الثّاني. خلال إحدى الجلسات، ألقى البطريرك ميناسيان كلمة مؤثرة قال فيها:
"العبادة الدّائمة هي القلب النّابض لإيماننا، حيث يتحوّل الصّمت أمام الحضور الحقيقيّ للمسيح إلى نار حبّ تُضيء درب الرّجاء".
وأشار إلى أنّ اللّقاء الشّخصيّ مع المسيح في سرّ القربان المقدّس يجدّد الإنسان ويحوّله، مشدّدًا على أنّ الرّجاء الحقيقيّ لا ينبع من ظروف خارجيّة، بل من صميم العلاقة العميقة مع الله."
هذا واستعاد ميناسيان خلال كلمته "الحدث الإفخارستيّ الّذي وقع في الأرجنتين عام 1996، حيث تحوّل القربان إلى دم وأنسجة قلب بشريّ حيّ، في شهادة ملموسة على الحضور الفعليّ للمسيح في الإفخارستيّا. كما سلّط الضّوء على الرّابط الفريد بين يسوع ومريم، واصفًا إيّاه بأنّه "سرّ محبّة يتجاوز منطق البشر"، معتبرًا أنّ مريم تمثّل التّجلّي الأسمى للحبّ الإلهيّ المتجسّد في العلاقة بين الله والإنسان.
وأكّد أنّ العبادة الحقيقيّة ليست مجرّد ممارسة طقسيّة، بل هي انفتاح كامل على مشيئة الله، وحوار داخليّ دائم، وتجدّد مستمرّ في الرّوح، مستشهدًا بقول السّيّد المسيح في إنجيل يوحنّا:
"أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أمّا نحن فنسجد لما نعلم، لأنّ الخلاص من اليهود."
في دعوة إلى عبادة تستند إلى معرفة الحقّ ومحبّة الله.
قدّاس الرّجاء: حيث تتحوّل الحياة إلى عطيّة
في مساء اليوم الأوّل، ترأّس البطريرك ميناسيان القدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة فروتسواف، متأمّلًا في سرّ العشاء الأخير وتحوّل الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح. وقال:
"كلّما اقتربنا من هذه المائدة المقدّسة، نعيش من جديد سرّ الفداء، ونجدّد 'نعم' إيماننا، فتتحوّل حياتنا إلى عطيّة حبّ ورحمة."
محطّات رعويّة وثقافيّة في وارسو وغليفيتسه
في السّابع من حزيران، انتقل غبطته إلى العاصمة وارسو، حيث ترأّس قدّاس سورب باداراك في كنيسة سيّدة تشيستوخوفا، وتبادل التّأمّلات مع المؤمنين، ثمّ التقى بالجالية الأرمنيّة، مشدّدًا على أهمّيّة الحفاظ على الهويّة الثّقافيّة والرّوحيّة في بلاد الاغتراب.
وفي اليوم التّالي، زار مدينة غليفيتسه، حيث ترأّس قدّاسًا في رعيّة القدّيس غريغوريوس المنير، أعقبه تدشين لوحة تذكاريّة لضحايا الإبادة الجماعيّة الأرمنيّة، في لحظة امتزجت فيها الذّكرى بالأمل والمصالحة.
زيارة تضامنيّة لمؤسّسة الأب تاديوس
في مساء اليوم ذاته، زار البطريرك مؤسّسة الأخ ألبرت في رادفانوفيتشي، الّتي أسّسها الكاهن الأرمنيّ البولنديّ الرّاحل الأب تاديوس إيساكوفيتش- زاليسكي، حيث اطّلع على خدمات دار الرّعاية لذوي الاحتياجات الخاصّة، والّتي تجسّد بأعمالها رسالة المحبّة المسيحيّة والرّحمة الإنسانيّة.
رسالة المؤتمر: العبادة الدّائمة تنير العالم
إختتم المؤتمر برسالة روحيّة واضحة: أنّ العبادة الدّائمة ليست مجرّد طقس، بل هي نمط حياة، ودعوة إلى لقاء صامت وعميق مع الله، تجدَّد فيه القلوب وتستنير به العقول.
في عالم يتخبّط في الاضطرابات ويضجّ بالضّوضاء، أكّدت فروتسواف أنّ الطّريق إلى الرّجاء يبدأ من السّجود في حضرة الربّ، وأنّ المحبّة الإلهيّة قادرة وحدها على تجديد الإنسان والمجتمع."