العراق
03 تموز 2024, 12:00

"توما يدعو الرسل الباقين – ونحن معهم – إلى اتّباع يسوع إلى النهاية": البطريرك ساكو

وجّه البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانيّة كلمةً إلى إكليروس الكنيسة وبناتها وأبنائها في مناسبة عيد القدّيس توما، شفيعهم، في 3 تمّوز/يوليو، نقلها لنا موقع البطريركيّة الكلدانيّة الرسميّ.

 

هنّأ البطريرك ساكو، أوّلًا إكليروس الكنيسة الكلدانيّة وبناتها،  وأبنائها بعيد القدّيس توما، متمنيًّا أن يكون العيد فرصة للتفكير الجدّيّ في مسيرة الإيمان بالمسيح، والتحقّق من ترجمته إلى أفعال محبّة ملموسة لله والإنسان "القريب" كما يسمّيه الإنجيل.

قال البطريرك ساكو: "في ظروفنا الصعبة والمعقّدة الحاليّة، أسئلة كثيرة ومتنوّعة، تتحدّانا اليوم، كمسيحيّين، منها:  

من هو يسوع بالنسبة إلينا؟

ما تأثير حضور طقوس الصلاة في الكنيسة علينا؟

هل ندرك أنّنا في حضرة الله؟

ماذا نعمل ليتناغم أسلوب حياتنا مع الإنجيل؟

علّق البطريرك قال: "للأسف أحيانًا أشعر وأنا أحتفل بالقدّاس أنّ الله الآب ويسوع غائبيْن عن احتفالاتنا الليتورجيّة التي من المفترض أنّها احتفالٌ بحضورهما، وتوجيهُ كلّ شيء نحوهما وترجمته قيَمًا وثوابتَ حياتيّة!

لذا، ثمّة حاجة مُلِحّة إلى التوقّف والتأمّل لتغيير حياتنا، واختيار معنى لوجودنا، لكي نعيش حياة حقيقيّة مليئة بالإيمان والحبّ والرجاء".

أكمل البطريرك ساكو كلمته قال: "يعلّمنا الرسول توما ما هو الطريق الذي يتعيّن علينا اتّباعه لنكون مع يسوع ومع الإنجيل اليوم، عندما سأل يسوع بكلّ تواضع "يا ربّ، لسنا نعرف إلى أين تذهب، فكيف نعرف الطريق؟"، أجاب يسوع: "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي (يو 14/ 6). وعقب هذا التوضيح الصارخ، وأمام خطورة قرار يسوع بالذهاب إلى "بيت عنيا" بمناسبة وفاة صديقه لعازر، وأمام تخوّف التلاميذ يدعوهم توما بقوّة (ونحن معهم) لاتّباع يسوع إلى النهاية، "فَلْنَمْضِ نَحنُ أَيضاً لِنَموتَ معَه (يو 11/ 16)".

تابع البطريرك ساكو شرحه قال: "قرار يعبّر عن الحبّ الوجدانيّ والنفسيّ والروحيّ الذي يختلج في داخل توما تجاه يسوع. لذا نراه بعد القيامة، ينطرح على قدمي يسوع ساجدًا، عندما ظهر يسوع للتلاميذ هاتفًا: "ربّي وإلهي!" (يو 20/ 28-29)".

قال البطريرك أيضًا: "أحيانًا كثيرة، نظلّ مرتبطين بأنفسنا بمثاليّة غير قابلة للتنفيذ، بسبب تبريراتنا غير المقنعة، والتركيز على"الأنا" والتفكير في الذات، ما لا يسمح لنا أن ننفتح على الإصغاء، وقبول محبة الله، ورحمته، وغفرانه، والمشاركة، والالتزام، وإقامة كذا علاقة وجدانية".

ختم البطريرك ساكو كلمته بالقول: "الحياة تتطلّب اتّصالًا مستمرًّا بالمسيح لنكون له تلاميذ حقيقيّين مثل مار توما. أدعوكم إلى إعادة النظر في وعود المعموديّة، والعودة بحماسة إلى الربّ، والسير معًا بأمانة وراء يسوع مثل الرسول توما، مهما كانت الظروف والتحدّيات.

العالم يحتاج إلى أن نشهد لشيء مختلف!

"لننشر الرجاء".