لبنان
23 تموز 2024, 07:30

"تميّز شربل بصلابة إيمانه وقراره في عيش حياته متحدّيًا الصعاب": الأب ميلاد مخلوف

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفلت رعيّة بقاعكفرا بعيد القدّيس شربل في كنيسة السيّدة الرعائيّة، بقدّاسٍ ترأّسه الخوري ميلاد مخلوف، خادم الرعيّة، عاونه الخوري جورج يرق والخوري غطّاس الخوري، بمشاركة أبناء الرعيّة وحشد من المؤمنين.

 

تعدّدت القدّاسات جدًّا في بقاعكفرا، وعنّايا والكنائس كلّها على مساحة لبنان احتفالًا بعيد شربل مخلوف، قدّيس لبنان والعالم، والذي، وإن تنسّك في صومعته على قمّة عنّايا، إلّا أنّه حمل لبنانه والعالم على الدوام في صلاته. من بين هذه الاحتفالات، قدّاسُ بقاعكفرا الذي نحن في صدده الآن. فبعد قراءة الإنجيل ألقى الأب ميلاد عظة قال فيها:  

"يومًا بعد يوم، نرى أنّ القدّيس شربل هو قريب الجميع، واحد من أفراد الأسرة الذي يبلسم الجراح والآلام في كلّ إنسان منّا. لذلك، فالحالة المطلوب أن نعيشها على مثال هذا القديس، هي أن نتشبّه به، هو الذي تميّز بصلابة الإيمان والقرار فعاش ما عزم النيّة عليه ونجح، متحدّيًا الظروف والصعاب كلّها".  

تابع الأب مخلوف:"نحن نعلم، أنّ الله يعمل كلّ شيء لخير الذين يحبّونه. الربّ يعمل هكذا في جميع الناس، أفرادًا وكنيسة وجماعات، وفي المقابل علينا أن نعمل نحن أيضًا لنسيرَ على ضوء محبّة الله لنا، وأن نقدّم في كلّ لحظة هذه الأعمال كأفعال شكر لله على هذه المحبّة.  

تتّضح المشكلة في الأمر جدًّا في القراءة من سفر النبيّ إيليّا في العهد القديم حول ما قاله هذا النبيّ للملك الملتجئ إلى البعل ليشفيه: لديك الله فلماذا تذهب إلى البعل؟ هذه المشكلة القديمة ما زالت موجودة، ولكن الشاطر يخلّص نفسه كما يقول القدّيس نعمة الله الحردينيّ".  

 

شرح الأب مخلوف قال: "فأنا الذي أحبّ يسوع وآتي إليه كيف أعود في اليوم التالي إلى البعل وأغرق في تقديم التنازلات إلى هذا العالم؟ عليّ أن آخذ قرارًا بأن أكون مع الله وأبقى معه مهما كانت التحدّيات والشدائد والاضطهادات، أليس هذا ما يقوله مار بولس؟ القدّيس شربل أغمض عينيه عن هذا العالم ليفتحهما في السماء، أحنى رأسه عن شموخ هذه الدنيا ليفتح قلبه في السماء. لم يقبل لأيّ برد أو جوع أو سخرية أو لأي تحدٍّ أن يبعده عن الله، ليؤكّد أنّ المسيح هو المنتصر. وأنا كمسيحيّ لا يمكن أن أكون في قلبي مع الله وفي قالبي مع غيره، في شكلي ولباسي وتصرّفي. يجب أن أعكس للناس صورة أنّني خاصّةُ الله ومستعدٌّ أن أموت من أجله. يجب ألّا نسمح أن يرانا الناس في صورة أنّ المسيحيّين يهاجرون عند طلقة الرصاص الأولى. هذا يحصل لأنّ قلبنا في غير مكان، والمغريات المادّيّة هي السبب. فأين الإيمان؟ هذا لا يعني أنّ كل من يهاجر هو بعيد عن الله، ولكن اذا كانت الهجرة ستفقدني صلابة وخلاصي إيماني فيجب أن أختار الموت هنا على أن أترك الربّ". وقال:"هكذا فعل مار شربل السكران بالله. يجب أن نعود من أيّ زيارة إلى القدّيس شربل وقلبنا مملوء من الله ولساننا مسبّحٌ له في كلّ زمان ومكان. هذا هو العيد وهذا هو تكريم القدّيسين وإكرام ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح".