متفرّقات
25 حزيران 2024, 09:30

"تفاقم الأزمة يضاعف فرص عيش نعمة الخدمة": ناجي القدّوم

تيلي لوميار/ نورسات
أقامت جمعيّة "مار منصور دي بول" حفل تسليم وتسلّم بين رئيسها السابق بول كلّاسي ورئيسها الجديد ناجي القدّوم في مقرّها الرئيس في برج حمّود بحضور المطران سيزار أسايان، النائب الرسوليّ للّاتين في لبنان، الأب رمزي جريج، الرئيس الإقليميّ لجمعيّة الآباء اللعازريّين ومرشد جمعيّة "مار منصور"، الأب ميشال عبّود، رئيس رابطة "كاريتاس لبنان"، الأب المدبّر نقولا الرياشي، المرشد العامّ لـ"عائلة قلب يسوع" في لبنان، الأمّ ماري أنطوانيت سعاده، الرئيسة العامّة لراهبات العائلة المقدّسة، ممثّل مطران الكلدان ميشال قاصرجي. كما حضر عددٌ من النوّاب، ورئيس مجلس التفتيش المركزيّ وحشد من الفاعليّات الاجتماعيّة وأعضاء جمعيّة "مار منصور". قدّمت الحفل الإعلاميّة غنى أميوني الخازن وتخلّلته مقطوعات موسيقيّة من عزف المؤلّف الموسيقيّ إيلي برّاك.

 

أكّد بول كلّاسي، الرئيس السابق لجمعيّة مار منصور أنّ رسالة الجمعيّة الإنسانيّة، وهي أبصرت النور في لبنان منذ سنة 1860، نجحت بفضل العناية الإلهيّة حيث استطاع الذين تعاقبوا على قيادتها، جميعهم، في إبقاء مشعل الخدمة والمحبّة مرتفعًا في وسط المجتمع اللبنانيّ وذلك لأنّهم أصرّوا على المغامرة مع الله والاتّحاد به على الرغم من التحدّيات والظروف الصعبة التي واجهوها عبر السنوات وذلك بفضل تكاتفهم وطنيًّا وعالميًّا وبفضل تطبيقهم لتعاليم الكنيسة الجامعة وتعليماتها، وبفضل تفانيهم في خدمة من وضعهم الله على طريق رسالتهم الإنسانيّة، إخوتنا وأسيادنا الفقراء، وهم جوهر وجود جمعيّتنا ورسالتنا وسببهما".

تناول كلّاسي رؤية المؤّسس الطوباويّ فريدريك أوزانام الذي أراد، مع رفاقه المؤسّسين السبعة "أن يشبك العالم بشبكة من المحبّة" من خلالها ظلّت الجمعيّة ثابتة على روحانيّة القدّيس منصور دي بول "أبو الفقراء". ثمّ، سأل كلّاسي الله أن يحفظ الأعضاء الملتزمين في الفروع الواحد والخمسين والموظّفين في مؤسّسات الجمعيّة ويباركهم، متمنيًّا للرئيس الجديد ولأعضاء مكتب المجلس الأعلى  التوفيق ومتابعة مسيرة القداسة الفرديّة والجماعيّة".

ثمّ، تمّ عرض شريط مصور لرؤية الرئيس الجديد ناجي القدّوم وبرنامج عمله والمجلس الوطنيّ الجديد. ثم استهلّ القدّوم كلمته بتوجيه تحيّة مفعمة بالحب الذي "يجب أن يكون القاعدة الوحيدة والقانون الأوحد الذي يحكم الأعمال الإنسانيّة"، كما علّم مؤسّس "الجمعيّة" الطوباويّ فريديريك أوزانام..." كذلك وجّه "تحيّة ملؤها الرجاء على الرغم من غيوم القلق الملبّدة فوق لبنان ومن الضبابيّة بسبب الصراعات والحروب التي تعصف بالبشريّة، رجاء مستمدّ من مسيرة شفيعنا مار منصور دي بول الذي لم يعرف لا الكلل ولا الملل ولا اليأس على مدى خدمته الفقير والبائس والمهمّش".

حيّا قدّوم سلفه كلّاسي الذي سيستمرّ في عطائه من خلال المكتب الجديد وأعضاء المجلس الوطنيّ السابقين على جهودهم وعطاءاتهم في سبيل الاستمرار بتجسيد روحانيّة الجمعيّة، كما تطرّق إلى الوضع الراهن مشيرًا إلى أنّ كثرًا تفاجأوا من هشاشة الأمن الاجتماعيّ التي ظهرت جليًّا مع الانهيار الذي يعصف بلبنان منذ العام 2019 ومن تهميش وجع الفقراء والمنسيّين لمصلحة هدرٍ على دعمٍ غير مدروس من هنا ومناكفات سياسيّة من هناك..."

تابع: "الحاجات تتضاعف، المعوزون والمنسيّون يزدادون، نسبة الفقر المدقع ارتفعت، ولكن كلّنا إيمان أن بإمكاننا استخراج إيجابيّات من هذه السلبيّة كلّها، فتفاقم الأزمة يضاعف فرص عيش نعمة الخدمة".  

أردف: "نحن نؤمن أنّ الربّ يسوع يبارك أرغفة جمعيّة مار منصور الخمسة والسمكتين، وأنّ خوابي الخدمة والعطاء لن تفرغ أوّلًا من محبّة الفقير والمعوز وثانيًا من أهل الخير الذين يثقون بمسيرة جمعيّتنا في لبنان منذ العام 1860 وبشفافيّتها..."

ثمّ أشار القدّوم إلى أنّ "المساعدات الخارجيّة ليس فقط تقلّصت بل صارت مشروطة. لكنّ هذا الواقع يحتّم علينا مضاعفة جهودنا لنكون على قدر رسالتنا وهي العمل في سبيل صون كرامة الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعيّة ففي وجه كلّ فقير ومهمّش وطفل ومسنّ وجه يسوع".

كما توجّه إلى أبناء جمعيّة "مار منصور" على امتداد لبنان بالقول: "لننجح بذلك نحن مدعوّون إلى أن نعيش عنصرةً مستدامة، فنكون في ورشة تنظيميّة من أجل حسن استثمار الطاقات البشريّة الموجودة والبناء على جيل الشباب والاعتماد أكثر فأكثر على التمويل الذاتيّ عبر المشاريع الإنتاجيّة. كما نحن مدعوّون إلى الاستفادة من التطوّر والحداثة والتكنولوجيا لتسخيرها في خدمة رسالتنا..."

ختم القدوم: "نجاحنا بوحدتنا ورهاننا على روحانيّتنا واتّكالنا على الله. ولتبقى جمعيّة مار منصور في خدمة الإنسان وعيش الايمان".

في الختام، قلّد الرئيس السلف كلّاسي الرئيس الجديد القدّوم وشاح الجمعيّة.