أوروبا
12 حزيران 2024, 10:50

"تعبنا وغشيت نظرتنا إلى المستقبل": كاهن أوكرانيّ

تيلي لوميار/ نورسات
يعبّر الأب رومان أوستروفسكي، نائب رئيس الإكليريكيّة الكاثوليكيّة اليونانيّة في كييف، عن الشعور بالاضطهاد الذي يشعر به الأوكرانيّون في هذه السنة الثالثة من الصراع في بلدهم. يقول إنّ الإيمان هو الذي يبقيه مستمرًّا في أحلك الأيّام، كما نقلت "أخبار الفاتيكان" التي أجرت مقابلة معه نورد أبرز ما جاء فيها.

 

طالما أنّ الشخص على قيد الحياة، فهناك دائما أمل ورغبة في رؤية الأشياء تتغيّر إلى الأفضل."

في حديثه إلى "أخبار الفاتيكان"، شارك الأب رومان أوستروفسكي، نائب رئيس المدرسة الإكليريكيّة الكاثوليكيّة اليونانيّة في كييف، تأمّلاته حول البراءة البابويّة "Spes non confundit" ، التي بها أعلن البابا فرنسيس، مؤخّرًا، سنة اليوبيل المقبلة.

الأب رومان هو عالم في الكتاب المقدّس، ويدرّس الآن في كلّيّة اللاهوت في وطنه أوكرانيا.

يقول: "قرأت نصّ البراءة بعناية، ووجدت العديد من الموضوعات الجميلة والمثيرة للاهتمام. على سبيل المثال، هناك مقطع يقول فيه الأب الأقدس إنّ الحياة المسيحيّة هي مسيرة، والهدف من هذه المسيرة، وكذلك من سنة اليوبيل، هو اللقاء مع الربّ يسوع. يشعر الكاثوليك والمسيحيّون جميعهم في أوكرانيا بهذا الوجود الحامي ليسوع".

يقول: "ومع ذلك، نشهد جميعنا هنا تراجعًا للتفاؤل لدينا. نحن في السنة الثالثة من الحرب، والناس يشعرون بها بعمق: إنّهم متعبون، ويفقدون الأمل في أنّ الأمور هنا يمكن أن تتغيّر نحو الأفضل، وأنّ أصواتنا ستسمع".

يروي الكاهن الشاب أنْ، عندما اندلعت الحرب واسعة النطاق في بلاده، وُجد الكثير من الخوف والارتباك حول ما كان يحدث. ويؤكّد: "ولكن وجد أيضًا الأمل..."، ولكن، مع استمرار الحرب وما نتج عنها من معاناة وعدم يقين، يقع الكثير من الناس في اليأس.

تابع الأب رومان قال: " في أوكرانيا، ليس من الواقعيّ التخطيط لأبعد من أسبوع. صفّارات الإنذار من الغارات الجويّة تسمع صوتها والكبار والأطفال يختبئون في الملاجئ... الجميع ينتظر ما سيحدث بعد ذلك، أيّ قطعة أرض ستؤخذ منّا..."

" في بعض الأحيان، يبدو الأمر وكأنّنا نراقَب مثل لعبة كمبيوتر، كأمرٍ مثير للاهتمام ولكن من دون المشاركة الكاملة ومساعدة الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة بسيطة، وبشكل أساسيّ، فقط أوقفوا المعتدي".  

ولمّا سؤل الأب رومان عمّا يحمل الناس على الاستمرار في مثل هذه الظروف، أجاب بأنّ "كلّ واحدٍ منّا يحاول المحافظة على أطر حياته العامّة ولا شكّ في أنّ الإيمان يساعد كثيرًا والصلاة تشفي وتحرّك قُدُمًا وترينا بعض النور والثقة بأنّ الربّ لن يتخلّى عنّا".  

"ولكن"، تابع الأب الشاب، " تلتقي أحيانًا بعائلاتٍ تقول لك ]لم نخبر طفلنا الذي في الرابعة من العمر أنّ والده مات في الحرب، وهو لا يزال يوجّه إليه الرسائل[، حينها تدرك أنّ الناس هنا يضطرّون إلى الكذب فقط للحفاظ على صحّة الطفل العقليّة والنفسيّة".  

وأمّا في شأن الأنشطة المتعلّقة بالسنة اليوبيليّة، فأوضح الأب أنّ المسائل كلّها ذات الصلة مطروحة للبحث لأنّ خطر سقوط القنابل جاسم فوقنا في كلّ حين.

وبالرجوع إلى البراءة البابويّة، علّق الأب رومان على موضوع العائلة التي قال إنّها اليوم تعاني في أوكرانيا بسبب الحرب، فأمّهاتٌ كثيرات يغادرن البلاد مع الأولاد فيما يبقى الآباء في البلاد،  ومنهم من هم في الجبهة، علاوةً على أنّ التوتّرات الناجمة عن هذا الشرخ أدّى في أحيانٍ عديدة إلى تفكّك العائلة.  

والمؤسف أنّ حديث الأب رومان مع "أخبار الفاتيكان" انتهى بنوطةٍ متشائمة وهو الذي يرى كرامة الناس في وطنه "تداس ببساطة إلى أدنى مستوى، عندما تسقط القنابل على مستشفى أو حضانة ثمّ لا يظهر أيّ ردّ فعل".