البابا يرشد الشّباب إلى بيت الرّبّ
وعلى ضوء هذا الموضوع، وجّه البابا لاون الرّابع عشر رسالة إلى المشاركين، محدّثًا إيّاهم عن المسيرة، مقدّمًا لهم بعض الإرشادات كي لا يضلّوا الطّريق إلى بيت الرّبّ، بخاصّة أنّ يسوع قد قال لنا "أَنا الطَّريق" (يوحنّا ١٤، ٦)، فهو "يرافقنا ويرشدنا ويقوّينا طول الطّريق. وفي درب الحياة، لا يمكن السّير أبدًا بمفردنا"، داعيًا بالتّالي الشّباب إلى السّير معًا واكتشاف معًا هدفًا مشتركًا، إذ "لا أحد يسير بمفرده، إنّما نشجّع بعضنا البعض. تتّحد شعلات قلوبنا وتصبح شعلة واحدة كبيرة تنير الطّريق". وأضاف متوجّهًا إلى الشّباب: "أنتم أيّها الشّباب، لستم حجّاجًا منفردين. فهذا الطّريق نحو الرّبّ نسلكه معًا. هذا هو جمال الإيمان المُعاش في الكنيسة... ومن خلال اللّقاءات اليوميّة، نستطيع أن نسير معًا في حجّنا نحو بيت الرّبّ."
وتابع بحسب "فاتيكان نيوز": "في عالم رقميّ أكثر فأكثر حيث الذّكاء الاصطناعيّ والتّكنولوجيا يقدّمان فرصًا كثيرة، تذكّروا بأنّه لا يمكن لأية خوارزميّة أن تحلّ محلّ عناق، نظرة، لقاء حقيقيّ، مع الله، مع أصدقائنا وعائلتنا."
هذا ودعا الشّباب إلى الاقتداء بمريم الّتي "قامت هي أيضًا برحلة شاقّة كي تلتقي نسيبتها أليصابات، وقد ولّد ذاك اللّقاء الفرح. وعلى مثال مريم، أشجّعكم على البحث عن لقاءات حقيقيّة. إفرحوا معًا، ولا تخافوا من البكاء مع مَن يبكي، وكما يقول القدّيس بولس "إِفرَحوا مع الفَرِحين وابْكوا مع الباكين" (روما ١٢، ١٥)."
وأردف: "لقد أتيتم إلى مديغوريه من بلدان عديدة، وربّما قد يبدو لكم أنّ اللّغة أو الثّقافة تشكّلان عائقًا أمام اللّقاء: تحلّوا بالشّجاعة. هناك لغة أقوى من كلّ عائق، لغة الإيمان الّتي تتغذّى من محبّة الله. أنتم جميعًا أعضاء جسده، أيّ الكنيسة. هكذا فقط، من خلال السّير معًا، ومؤازرة بعضنا البعض، سنصل إلى بيت الرّبّ. إذا شعر أحد منكم في الطّريق بدعوة خاصّة، إلى الحياة المكرّسة أو الكهنوت، أشجّعكم على عدم الخوف من الإجابة. تلك الدّعوة الّتي تشعرون بها في داخلكم تأتي من الله الّذي يخاطب قلوبنا. أصغوا إليها بثقة."
وفي الختام، أوكل البابا الشّباب إلى مريم، ومنح الجميع بركته الرّسوليّة.