لبنان
15 تموز 2024, 08:50

"تبريرنا بالإيمان بيسوع المسيح وليس بأعمال الشريعة": البطريرك يونان

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البطريرك يونان بقدّاس الأحد الثامن بعد العنصرة في كنيسة الروح القدس السريانيّة الكاثوليكيّة في مدينة ملبورن أستراليا، عاونه الآباء الأساقفة المرافقين له في حضور جمع غفير من المؤمنين. خدمت القدّاس جوقة شمامسة الإرساليّة السريانيّة.

 

لا يزال البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يقوم بجولته الرعويّة في أستراليا وقد احتفل، يوم الأحد بالقدّاس الإلهيّ وكانت له كلمةٌ بعد قراءة الإنجيل أعرب فيها أوّلًا عن فرحه بالاحتفال بالذبيحة الإلهيّة في وجود أولاد الرعيّة المذكورة ، لا سيّما منهم عنصر الشباب، وعلّق على القراءات التي تليت، قال: "يذكّر القدّيس بولس، في الرسالة إلى أهل غلاطية، المؤمنين بأنّهم يعيشون ويتبرّرون بالإيمان، وليس بأعمال الشريعة. يعلّمنا بولس، الذي كان يهوديًّا وفرّيسيًّا، وكان يتبع الشريعة اليهوديّة، بأنّ على الشريعة أن تكون وسيلةً لتقوية إيماننا، وأنّ تبريرنا هو بالإيمان بيسوع".

ولفت البطريرك انتباه المؤمنين هنا إلى أنّ بولس لا يتكلّم على الأعمال الصالحة، أعمال الفضيلة التي نعيش، إنّما على أعمال الشريعة، أي تثبيت بعض القوانين، حيث يعتقد المؤمن أنّه إذا تمّمها ينال الخلاص. فنجد بولس يصل إلى القول: ]لستُ أنا أحيا، بل المسيح يحيا فيّ، أي يحيا فيَّ بالإيمان الراسخ به أنّه هو الربّ المخلّص[".

وهنّأ البطريرك المؤمنين قائلًا "لقد عانيتم الكثير، وهذا واضح، وكلّنا نعرفه جيّدًا، وقد زرنا العراق مرّاتٍ عديدة. نعرف كم قاسى أولادنا المؤمنون، واليوم أنتم موجودون في أستراليا التي استقبلتكم وأعطتكم الأمان، مع أنّ الصعوبات موجودة، والتحدّيات كثيرة، بخاصّةٍ للشباب والأولاد والعائلات. اليوم أنتم موجودون هنا، وعلينا أن نشكر الله على هذه النعمة، ولا ننسَ أنّ القدّاس هو، في الأساس، صلاة شكر، لا بل هو أجمل صلاة شكر، لأنّنا في القدّاس نحتفل بذبيحة الفادي يسوع مخلّصنا".

كما أكّد البطريرك على أنّنا "نعم، نشكر الربّ ونضرع إليه كي يقوّيكم ويزيد فيكم الإيمان والرجاء والمحبّة، فالإيمان والرجاء يمكن شرحهما على أنّهما علاقة روحيّة مع الربّ، أمّا المحبّة فهي المحكّ، لماذا؟ لأنّنا لا نستطيع أن نحبّ الله إن لم نحبّ القريب. ومتطلّبات محبّة القريب، أيّها الأعزّاء، هي أوّلًا أن نقرّ بضعفنا، فلا نعتقد أنّنا كاملون ونمتلك الحقّ كلّه، وثانيًا أن نقبل الآخر كما هو، نقبل فضائله كما نقبل نقائصه، وثالثًا أن نتعاون مع بعضنا كي يتمجّد الربّ بنا، نحن أبناءه وبناته".

وشدّد البطريرك على ضرورة أن نتذكّر أيضًا أمرًا آخر ونعلنه لمن نلتقي بهم كلّهم، أكانوا شرقيّين أو غربيّين، أنْ، في أنطاكية التي نعود نحن إلى بطريركيّتها العريقة، عُرِفَ تلاميذ المسيح بأنّهم تلاميذ مسيحيّون، أي يتبعون المسيح، لأنّهم كانوا يحبّون بعضهم بعضًا. فالمحبّة هي هويّتنا، وعلى كلّ مسيحي أن يعرف أنّه مدعوّ لعيش المحبّة".

وختم البطريرك موعظته قال: "أسأل الربّ يسوع أن يبارككم ويمنحكم النِعَم التي تحتاجون إليها، السلام والمحبّة والوفاق، لا سيّما في العائلات، حتّى نبقى جميعنا عائلة روحيّة واحدة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء والقدّيسين والشهداء كلّهم".