لبنان
01 تموز 2024, 07:55

"بلا صلاة ومعونة الروح القدس يُمسي عملنا فارغًا": المطران سويف

تيلي لوميار/ نورسات
عقد المطران يوسف سويف، راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة اجتماعًا مع كهنة الأبرشيّة في دير مار يعقوب كرمسدّة تحت عنوان "الروح القدس في حياة الكاهن". شكّل اللقاء نوعًا من جردة وفحص ضمير عن المرحلة السابقة في إطار العمل الأبرشيّ المتمركز حول حياة الكهنة الرعويّة والروحيّة والإداريّة، وبناء رؤية مستقبليّة لشهادة حقيقيّة ليسوع المسيح.

 

في لقاء المطران سويف بكهنة أبرشيّته متحدّثًا عن  دور الروح القدس في حياة الكاهن قال إنّ "الروح هو الذي يقود خطوات الكاهن ويا له من خطر على الكاهن، إن انطفأ الروح القدس في حياته".

أضاف المطران قائلًا: "يصير عملنا فارغًا من روح الله إن نحن قمنا بنشاطات من دون صلاة، من هنا ضرورة الرياضة الروحيّة الدائمة، اليوميّة والشخصيّة، مع التأمّل والصلاة الشخصيّة وزيارة القربان، والقدّاس الذي يجدّدنا وباحتفالنا به نبقى في الإطار الفصحيّ...ومن المهمّ جدًّا، خلق مجموعات صلاة في الرعيّة".

أردف المطران مشدّدًا على ضرورة التنشئة اللاهوتية الدائمة للكهنة "وسنجري أيّامًا دراسيّة تتكلّم على المستجدّات أو الطروحات الجديدة في الكنيسة لأنْ، في غياب ذلك، يبدأ الكاهن بالتحجّر ويبدأ بالتفكير إنسانيًّا فقط ...وصعبٌ أن يكون الكاهن حجرًا قاسيًا لا يتغيّر".  

أوضح المطران أيضًا، أنّ الصداقة الكهنوتيّة ضروريّة. فلا ينبغي على الكاهن أن ينفرد أو يتفرّد برأيه أو عمله بل إنّ الصداقة هي علامة الانفتاح على الروح القدس، وعلى الكاهن الآخر وعلى الرعيّة وهكذا نبني شعب الله. الله أعطاني، سلطانًا بوضع اليد، سلطانَ الخدمة أمارسه ضمن الأسرار وأُصبح مفتاحًا لملكوت الله".

ذكّر المطران سويف الكهنة بالمسائل الليتورجيّة وضرورة الاحتفال بخشوع وبهدوء وبانتباه إلى الصوت الذي يغذّي الروح ويساعد الآخرين. وأوصى بضرورة احترام الروبريكات والاستفاده من الباراليتورجي مثل الطواف أو أي احتفال خارج الكنيسة لإدخال كلمة الله، التي هي محوريّة وأساسية في كلّ احتفال ومن دونها لا يعطي أي احتفال هدفَه".  

تابع المطران مذكَّرًا الكهنة ولا سيّما من جهة الشؤون الإداريّة قائلًا: " إنّ وضع اليد هو لممارسة الأسرار ولا يجعلني أعرف كلّ شيء. لا بدّ من الثقة بقدرات الناس ومعارفهم ومن إحاطتهم بالمحبّة، لإدارة سليمة. من هنا، مبدأ الإنابة  Subsidiarityوالمسألة مسألة مشورة. نعمل مع الناس، مع العائلات، مع الأحزاب كلّها من دون استثناء أو انتقاء فيكون عندنا النظرة الواسعة للكنيسة، مع الانفتاح على الأفكار والمبادرات الجديدة. ولا يجب أن نبقى في منطقة الراحة الخاصّة بنا".

أوصى المطران سويف الكهنة بعدم الانخراط في أيّ بلبلات وثرثرات لأنّ "الكاهن صورة حضور يسوع على الرغم من الصعوبات. الكاهن لا يدخل في المتاهات الصغيرة، بل يهتمّ بالناس كلّهم وليس فقط بفئة المرتاحين والمهمّين. وكلّ انتقاد أو سوء تفاهم هو فرصة للحوار مع الآخر لتفتح ذهنه وعقله على المسيح. لذا يجب دائما الإصغاء والانتباه والاستيعاب لتحويل المشكل إلى فرصة، والصدام إلى فرصة للدخول والتغيير والتحويل". "لنعش كهنوتنا بفرح لأنّنا إذا لم نكن مرتاحين من الداخل فكيف نريح الآخر؟"

في ختام اللقاء، شجّع المطران على الثقافة لأنّها تريح فكر الكاهن وتفتحه، وأعلن العزم على تجديد إصدار مجلّة "صوت الراعي" و"نور وحياة".