الفاتيكان
02 كانون الأول 2024, 09:20

"المواقع المسيحيّة المخفيّة في اليابان شهادة على الإيمان والمثابرة": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
رحّب البابا فرنسيس بأعضاء "جمعيّة أبحاث المسيحيّين المخفيّين" في الفاتيكان، مسلّطًا الضوء على عملهم الهامّ في الحفاظ على تاريخ المواقع المسيحيّة المخفيّة في اليابان وإرثها، وفق "فاتيكان نيوز".

 

أشاد البابا فرنسيس، في كلمةٍ أمام أعضاء "جمعيّة أبحاث المسيحيّين المخفيّين"، بتفانيهم في ضمان بقاء المواقع التاريخيّة المسيحيّة في اليابان شهادة على الإيمان الدائم للمجتمع المسيحيّ اليابانيّ.

يحيي حجُّ أفراد هذه الجمعيّة إلى روما، ذكرى إدراج المواقع المسيحيّة المخفيّة في منطقة ناغازاكي عام 2018 في قائمة اليونسكو للتراث العالميّ.

قال البابا: "الشعب اليابانيّ شعب نبيل"، مشدّدًا على الأهمّيّة الثقافيّة والروحيّة العميقة لهذا الفصل من تاريخ الكنيسة.

 

تلعب جمعيّة أبحاث المسيحيّين المخفيّين، التي تأسّست لتوثيق القصّة غير العاديّة ل "المسيحيين المخفيّين" وحفظها وتثقيف  الآخرين حولها، دورًا مهمًّا في حماية هذا التراث. مارس هؤلاء المسيحيّون إيمانهم سرًّا على مدى ما يقرب من 250 عامًا من الاضطهاد بعد حظر توكوغاوا شوغون للمسيحيّة في القرن 17. تعمل الجمعيّة على إبقاء ذكرى صمودهم وبراعتهم الروحيّة حيّة، تلك البراعة التي سمحت لهم بنقل إيمانهم إلى أجيال وأجيال على الرغم من تهديدهم بالعقاب الشديد.

سلّط البابا فرنسيس الضوء على أهمّيّة الحفاظ على هذه المواقع كسجلّ تاريخيّ ومصدر إلهام، وأشار إلى المجمع المقبل في 7 كانون الأوّل/ديسمبر، الذي سينشئ في خلاله كاردينالًا يابانيًّا جديدًا، ما يشير إلى المكانة المستمرّة للمجتمع الكاثوليكيّ اليابانيّ في حياة الكنيسة الجامعة.

كان القدّيس فرنسوا كزافييه، أحد المبشّرين الأوائل الذين جلبوا الإنجيل إلى اليابان في القرن 16، وقد ربط البابا حماسة القدّيس التبشيريّة برسالة جمعيّة أبحاث المسيحيّين المخفيّين: "كورثة لهذا الحلم، أتمنّى أن يجعل عملكم في التعليم والحفظ هذا الفصلَ البارز في تاريخ التبشير معروفًا ومقدَّرًا بشكل أفضل".

وفي إشارة إلى زيارته اليابان عام 2019، أعرب البابا عن أمله في أن تكون هذه المواقع التاريخيّة بمثابة "ذاكرة حيّة، ومصدر إلهام للأعمال الرسوليّة وحافز للتبشير المتجدّد".

ذكّر البابا فرنسيس المجموعة بمحنة المسيحيّين الذين يواجهون الاضطهاد اليوم وطلب الصلاة من أجل شهداء العصر الحديث وأولئك الذين يعانون بسبب الحرب والعنف والقمع.

"عندما نفكّر في بطولة المبشّرين الأوائل، وشجاعة الشهداء اليابانيّين، ومثابرة المجتمع الكاثوليكيّ الصغير ولكن المخلص في بلدكم على مرّ القرون، كيف لا نفكّر في إخواننا المسيحيّين الذين يعانون في يومنا هذا من الاضطهاد وحتّى الموت من أجل اسم يسوع؟"، قال الأب الأقدس قبل أن ينقل بركته الرسوليّة إلى الحاضرين.