"المحبّة أساس العلاقة بين الراعي والرعيّة": البابا تواضروس الثاني
تناول البابا تاوضروس في كلمته موضوع المحبّة باعتبارها الفضيلة الأعظم التي تقود الإنسان إلى السماء. مؤكّدًا أنّ المحبّة هي الشيء الوحيد الذي نأخذه معنا في الحياة الأبديّة، وأنّ هذه الحقيقة على الرغم من بساطتها، تغيب عن أذهان الكثيرين في هذا العالم المعقّد.
إستند البابا تواضروس في حديثه إلى خبرات القدّيس بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس، مشيرًا إلى أنّ كلّ شخص منّا هو "تيموثاوس"، يحمل وصايا سامية لحياته الروحيّة وخدمته.
أضاف البابا موضحًا علامات أساسيّة لضمان علاقة قويّة وفعّالة بين الراعي والرعيّة:
1- الإكراز: أوضح البابا ضرورة زرع كلمة الله في قلوب الناس وسط مغريات العالم التي تشغل أفكارهم ومشاعرهم. العالم يسعى إلى إبعاد الناس عن مشاعر السماء، مؤكّدًا أهمّيّة أن تكون كلمة الله مزروعة في القلب بعمق.
2- الخلوة: دعا البابا إلى أن يكون لكلّ راعٍ وقت خاصّ به قبل أن يُقدِم على أيّ نشاط خارجيّ. وشدّد على ضرورة تخصيص وقت للتأمّل الشخصيّ، قائلًا: "اعكف على ذاتك لتسلك بالتدقيق".
3- الانتباه والتروّي: أصرّ البابا على ضرورة الوعي الروحيّ المستمرّ، فالخطيئة تسبقها دائمًا غفلة، قبل ارتكاب الأخطاء، مشبّهًا الراعي بالنخلة التي تعطي ثمارها من دون أن تتأثّر بالعوامل الخارجيّة.
4- الافتقاد: أكّد البابا ضرورة أن يقوم الراعي بزيارة أبنائه بانتظام، ليس فقط من أجل التوجيه، بل أيضًا من أجل إظهار المحبّة والرعاية. فالافتقاد يعزّز العلاقة الشخصيّة بين الراعي والرعيّة ويعكس اهتمام الراعي بكلّ فرد في الكنيسة.
5- الصلاة: تُعدّ الصلاة ركيزة أساسيّة في حياة الراعي، فهي ليست مجرّد واجب، بل هي علاقة شخصيّة مستمرّة بين الراعي والله. الصلاة تمنح القوّة والحكمة لمواجهة التحدّيات وتُبقي الراعي متّصلًا بروح الفرح والسلام الداخليّ.
6- تحمّل المشقّات في الخدمة: أشار البابا إلى أنّ الخدمة ليست راحة بل هي بذل وعطاء. "من أجلك نُمات النهار كلّه"، مؤكّدًا أنّ تحمُّل المشقّات هو جزء أساسيّ من الرسالة الروحيّة للراعي.
7- الخدمة ليست في النتائج بل في البذل: دعا الرعاة إلى العمل بروح المبشّرين، والتركيز على زرع الفرح في قلوب الرعيّة من دون الاهتمام بالنتائج الفوريّة. وشدّد على فعاليّة القيام بالافتقاد والصلاة والوعظ بروح الفرح والتشجيع والمحبّة.
أشارالبابا إلى جوانب أخرى ذات أهمّيّة كبيرة في خدمة الراعي، مثل الاهتمام بالفئات المختلفة داخل الكنيسة، وتعزيز التعليم الروحيّ وتنمية روح التواصل داخل الأسرة الكنسيّة.
في ختام حديثه، شدّد البابا تواضروس على ضرورة إتمام الخدمة بإتقان وشموليّة، مشبّهًا العلاقة بين الراعي والرعيّة بعلاقة الأب بأبنائه، التي تقوم على التوجيه بمحبّة خالصة، والرعاية الروحيّة والتوجيه المستمرّ.