مصر
19 كانون الأول 2024, 12:40

"الله ينظر إلى المحبّة في خدمتنا": البابا تاوضروس الثاني

تيلي لوميار/ نورسات
ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة عظته الأسبوعيّة من كنيسة السيّدة العذراء والقدّيس البابا كيرلس السادس بأغاخان في شبرا. بُثّت العظة عبر القنوات الفضائيّة المسيحيّة وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلاميّ للكنيسة على شبكة الإنترنت، نقلًا عن موقع المتحدّث باسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.

 

صلّى البابا تاوضروس الثاني العشيّة بمشاركة عدد من أساقفة الكنيسة ووكيل عامّ البطريركيّة في القاهرة، والآباء كهنة كنائس قطاع شبرا الشماليّة.

أشاد البابا في بداية العظة بما رآه في الكنيسة معبّرًا عن سعادته بالجهد المبذول في بنائها وتجهيزها، قال: "أنا في غاية الفرح أن أزور هذه الكنيسة الجديدة، وبأن تلد كنيسة، وكنيسة أخرى، وكنيسة ثالثة في أرض أيّوب، وأنتم شعب جميل".

إختتم البابا، في عظته هذه سلسلة "طِلبات من القدّاس الغريغوريّ"، وقرأ المزمور الثالث والعشرين، وتأمّل في طِلبة "ونحن أيضًا المدعوّين بنعمتك إلى خدمتك، ونحن غير المستحقّين اِقبلنا إليك"، وأوضح أنّ هذه الطِلبة مقصود بها الخدّام جميعهم وحتّى الكهنة والأساقفة، وتناول كلماتها كالتالي:

- المدعوّين، هذه دعوة بلا استحقاق.  

- بنعمتك، هذه نعمة بلا مقابل.

- إلى خدمتك، هذه خدمة بلا افتخار.

- ونحن غير المستحقّين اِقبلنا إليك، وهذا قبول بلا حدود.

وتأمل قداسة البابا في تلك الكلمات، كالتالي:  

"المدعوّين"  

١- الخدّام كلّهم مدعوّون للخدمة.

٢- الخدمة هي ترقية لغسل الأرجل.

٣- الله يدعو الضعفاء إلى الخدمة، مثال داود، "مِنْ خَلْفِ الْمُرْضِعَاتِ أَتَى بِهِ، لِيَرْعَى يَعْقُوبَ شَعْبَهُ" (مز ٧٨: ٧١).

٤- عند قبول مسؤوليّة الخدمة يجب التأكّد من أنّ الله والكنيسة هما أغلى شيء لدى النفس.

٥- عند تلبية الدعوة للخدمة يجب أن نصلّي بحرارة ونفكّر جيّدًا ونطلب المشورة.

٦- عند الدعوة إلى الخدمة نطلب من الله حارس الدعوة وهو "الاتّضاع"، لأنّه يحفظ النعمة المعطاة.

"بنعمتك"

١- النعمة عطيّة مجّانيّة من الله، لذلك يجب الشكر عليها كلّ يوم.

٢- النعمة تؤهّل الخدمة، مثال السيّدة العذراء، وبولس الرسول، "لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا لأَنْ أُدْعَى رَسُولًا، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ. وَلكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا، وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِي لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً" (١ كو ١٥: ٩، ١٠).  

٣- النعمة تُحوّل الضعف إلى قوّة، لذلك نعطي المجد لله، "فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ" (يو ٢٠: ١٨).

"إلى خدمتك"

١- الخدمة مجالها متّسع جدًّا.

٢- الخدمة تسبقها محبّة المسيح في القلب.

٣- الخدمة هي امتياز يمنحه الله، وليست مجالًا للتفاخر أو التظاهر، "لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئًا كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ" (٢ كو ٣: ٥).  

٤- الخدمة تكليف وليست تشريف.

٥- الخدمة تضحية وليست مجالًا للكبرياء، "كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ" (مت ٢٠: ٢٨).

٦- تثبيت النظر على السيّد المسيح في الخدمة، "لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي" (١كو ٣: ٧).

"اِقبلنا إليك"

١- يجب الحذر والانتباه إلى النفس في أثناء الخدمة، "حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا" (١ كو ٩: ٢٧).

٢- ننال القبول بلا حدود من الله عندما ينظر إلى المحبّة المقدَّمة له وللآخرين والمجتمع والنفس.

٣- الثقة في عمل الله تجعلنا ننال القبول لديه.

٤- يقبل الله تعب الخدمة عندما نقدّم الآخرين على أنفسنا.

٥- بالاقتراب من الله يوميًّا، بالصلاة والإنجيل والخدمة ننال القبول لديه.