"الكنيسة مستشفى ميدانيّ": البابا فرنسيس
أشكركم على شهادتكم عن الحياة المسيحيّة. استمرّوا في نشر الرجاء والرحمة والمحبّة للآخرين، حتّى يتمكّن المقتنعون بهذه الحقيقة، من الانضمام إلى التعاون في خدمة الأكثر فقرًا ...
قدّم البابا فرنسيس هذه الكلمات لأولئك الذين استقبلهم في الفاتيكان ضمن اللقاء الثالث لمستشفى إغليسياس دي كامبانيا ("كنائس المستشفى الميدانيّ")، الذي يعقد في روما وهو مبادرة من جمعيّة "مينساجيروس دي لا باز" (رسل السلام) الإسبانيّة.
ينبع دافع اللقاء، الذي نشأ في إسبانيا، من دعوة الأب الأقدس المتكرّرة للكنيسة لتكون "مستشفى ميدانيًّا" يساعد المتألّمين والمهمّشين من خلال الحبّ والرحمة والمحبّة.
في ملاحظات البابا للوفد، أثنى عليهم لعملهم في الكنيسة لصالح الأكثر فقرًا وتهميشًا، لا سيّما في ثلاثة مجالات: إعلان المسيح، وردم عدم المساواة، وزرع الرجاء.
قال: "أنتم، بمساعدة نعمة الروح القدس، تسعون جاهدين إلى جعل الكنائس مثل مستشفى ميدانيّ، وتعزّزون هذه المبادئ الثلاثة".
كما ذكّر الأب الأقدس بشكل خاصّ بأهميّة رعاية الصغار والمسنّين والذين يعانون أو يضطرّون إلى الفرار من الحرب.
من خلال تقديم شهادة استقبالٍ للإخوة والأخوات ومن خلال الأعمال أكثر من الكلمات، قال البابا: "أشجّعكم على الاستمرار في رؤية وجه المسيح في كلّ واحد من الضعفاء".
قال: "بهذه الطريقة، تعلنون لهم أنّ المسيح هو الشخص الذي يسير معهم دائمًا، لأنّه هو الذي جعل نفسه فقيرًا أوّلًا بتجريد نفسه من كلّ شيء".
وأشاد البابا بعد ذلك بجهودهم "لإصلاح عدم المساواة"، لأنّهم برسالتهم يشجبون هذا الخلل الكبير، في بعض الأحيان، بين الأغنياء والفقراء وهذا "ليس ما يريده الله للبشريّة"، وهنا شدّد أنّ الحلّ هو العدالة، وأصرّ قائلًا "لا يمكن لأحد أن يظلّ غير مبال بمعاناة الآخرين".
وأخيرًا، قال البابا بأنْ من الضروريّ زرع الأمل "لكلّ شخص تستقبلونه"، سواء كان بلا مأوى أو لاجئًا أو جزءًا من عائلة ضعيفة أو من ضحايا الحرب أو مهمّشًا لأيّ سبب آخر.
في هذا السياق، حثّ الأب الأقدس القاء على التذكُّر "بأنّ الرجاء المسيحيّ أكبر من أي موقف، لأنّه يرتكز على الله وليس على الإنسان".
في عملهم من أجل الكنيسة، أخبر البابا أعضاء اللقاء أنْ "لا يتوقّفوا أبدًا عن اكتشاف أنّ رعاية الفئات الأكثر ضعفًا هي دائمًا امتياز، لأنّ ملكوتهم هو ملكوت السموات". كما حثّهم قال "في كلّ مرّة تتاح لنا فرصة للاقتراب منهم وتقديم مساعدتنا"، فلنُدركْ أنّها فرصة للمس جسد المسيح".