"الفقراء هم تحدٍّ فريد وعطيّة للكنيسة": الأب سيليستينو
تناول إيبالانغا في كلمته في الاحتفال الذي أقيم في مدرسة قلب يسوع الأقدس الكبرى في لواندا، قضيّة الفقراء ودعا الحكومة إلى توفير الاحتياجات الأساسيّة للسكّان.
"إنّ الخيار التفضيليّ للفقراء يجب أن يُترجم إلى أعمال ملموسة، وخصوصًا في رعاية دينيّة متميّزة وذات أولويّة"، قال الأب إيبالانغا، وسأل: "هل نصلّي من أجل الفقراء ومع الفقراء في جماعاتنا الرعويّة؟ هل نسير معهم أم نميّز ضدّهم؟ هل نستمع إلى صرخة الفقراء أم نبقى صُمًّا وغير مبالين؟"
كشف إيبالانغا أنّ أكثر من 40% من سكّان أنغولا وساو تومي، أي حوالى 17 مليون شخص، يعيشون تحت خطّ الفقر، وقال: "الفقراء ليسوا أرقامًا. هم بشر من لحم ودم، مخلوقين على صورة الله ومثاله، الذين يعيشون بيننا ويقرعون أبوابنا. كيف نتعامل معهم؟ كيف نستقبلهم؟" قال الأب اليسوعيّ.
ثمّ تأمّل في موضوع اليوم العالميّ للفقراء لهذا العام: "صلاة الفقراء ترتفع إلى الله" (سيراخ 21، 5)، واستشهد بتعاليم البابا فرنسيس التي تؤكّد دمج الفقراء في الحياة الروحيّة والرعويّة للكنيسة، والتي تقول: "أسوأ تمييز يعاني منه الفقراء هو الافتقار إلى الرعاية الروحيّة. الغالبيّة العظمى منهم يجوعون ويعطشون إلى الله. لا يمكننا أن نتجاهل أن نقدّم لهم صداقة الله، وكلمته، والاحتفال بالأسرار، وطريقًا للنمو في الإيمان".
كما تناول الأب الأنغولي المسؤوليّة المسيحية المشتركة لتعزيز العدالة الاجتماعيّة.
قال: "الاهتمام بالفقراء هو إعلان الإنجيل. لقد أصبح يسوع فقيرًا ليُغنينا. هل نحن قادرون على رؤية المسيح في الفقراء؟ هل نحن قادرون على مشاركة ليس فقط خيراتنا، بل أيضًا وقتنا وصلواتنا؟"
وتابع: "نصلّي من أجل قادتنا، الذين نعهد إليهم بالمسؤوليّة الجسيمة للعمل من أجل العدالة الاجتماعيّة والصالح العامّ. ومع ذلك، يظلّ الكثيرون محبوسين في قصورهم، ينفقون أموال الفقراء على الكماليّات، بينما يعيش الأطفال وكبار السنّ في فقر مدقع، يبحثون عن الطعام في مقالب القمامة وصناديق القمامة.
هذه فرصة رعويّة تتحدّى كلّ مؤمن للاستماع إلى صلوات الفقراء، والاعتراف بحضورهم، والاستجابة لاحتياجاتهم. لا بدّ من أن نشكر الذين يكرّسون أنفسهم لرعاية الفقراء – الكهنة والعلمانيّين والمكرّسين والمتطوّعين – الذين تعتبر شهادتهم استجابة الله لصلوات المحتاجين وان ندعمهم"
وذكّر الأب إيبالانغا شعب الله بأنّ الفقراء يمثّلون تحدّيًا فريدًا وعطيّة للكنيسة.
"الفقراء يبشّروننا. هم يتحدّون إيماننا ويقدّمون لنا الفرصة لنكون مسيحيّين حقًّا. نرجو أن نبني مستقبلًا لا تتمّ فيه التضحية بالكرامة الإنسانيّة على مذبح الخيرات المادّيّة"، قال الأب سيليستينو.