"العيش بمحبّة وبذل الذات على غرار الشهداء هو الطريق الأمثل للملكوت": الأب باتون
أقيم القدّاس في كنيسة دير المخلّص الفرنسيسكانيّة، وترأّسه، الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأرض المقدّسة. عاونه المطران أدولفو تيتو يلانا، القاصد الرسوليّ في القدس، والمطران موسى الحاج، وشارك فيه العديد من المؤمنين.
بعد قراءة الإنجيل ألقى الأب باتون عظة، قال فيها: "عاش الشهداء الأحد عشر آلامهم في دمشق بين 9 و10 تموّز/يوليو 1860، وقد أعلنهم البابا فرنسيس قدّيسين. هم ثمانية من الإخوة الأصاغر وثلاثة من العلمانيّين الموارنة".
أكّد حارس الأرض المقدّسة في عظته: "إنّهم في الواقع ممثّلون لعشرات الآلاف من المسيحيّين الذين استشهدوا في العام عينه في لبنان وسورية، وفضّلوا الموت على إنكار يسوع المسيح".
أضاف الأب باتون: "إنّها شهادة تستحقّ الشكر"، ولكنّه عاد ونبّه المؤمنين قائلًا: "من الجيّد ألّا ننتفخ من الكبرياء بسببها". فقد قال القدّيس فرنسيس: "إنّه لأمر مخزٍ للغاية بالنسبة إلينا نحن خدّام الله أن يقوم القدّيسون بأعمالهم ونريد نحن أن ننال المجد والشرف فقط من خلال الحديث عنهم". وبعبارة أخرى: الشهداء الذين بذلوا حياتهم مع يسوع ومن أجله، "يجب ألّا نقبل شهادتهم على أنّها كافية ونتظاهر بأنّنا جيّدون من خلال سرد قصصهم والتلويح بأعلامهم".
يُشار إلى أنّ الأب باتون، حمل ذخيرة القدّيسين الجدد في موكب، في بداية القدّاس وأعطى بها البركة النهائيّة. وطوال الاحتفال عُرضت الذخيرة على المذبح الذي أقيم للشهداء.
مع ذلك، ما يهمّ أوّلًا هو أن تكون شهادة حياة مانويل رويز ورفاقه في مركز حياة الرهبان والمؤمنين.
أكّد الاب باتون أنّ "الشهداء" يظهرون لنا أنّ بإمكاننا أن نعيش، وعلى أكمل وجه، في التسليم الكامل والواثق لله، حتّى في خضمّ المواقف الصعبة والاضطهاد الظالم ومعاناة الأبرياء. إنّهم يقولون لنا بأنّ العيش والمحبّة بهذه الطريقة الجذريّة أمر ممكن، وليس مثاليًّا، فالمحبّة التي تصل إلى حدّ بذل الحياة هي الطريقة الأكثر أصالة للدلالة على كون المرء مسيحيًّا".
أضاف الأب باتون: "وإذا لم يكن الجميع مدعوّين إلى شهادة الدم، فهناك أيضًا شهادة الحياة اليوميّة، التي تتحقّق من خلال كوننا صغارًا وفي خدمة الجميع من أجل محبّة الله". كان هذا "أسلوب الخدمة" لهؤلاء القدّيسين، وفقًا لما قاله البابا فرنسيس، والذي حثّ الأبُ الحارسُ الحاضرين على تبنّيه أيضًا.