لبنان
01 آب 2024, 06:00

"الطوباوي إسطفان الدويهي هو رجل الفكر والإماتة والصلاة وحسن التدبير": المطران طربيه

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل المطران أنطوان شربل طربيه، مطران أستراليا وأوقيانيا بالذّبيحة الإلهيّة للجالية الأستراليّة في كاتدرائيّة مار جرجس - إهدن، بمشاركة المطران جوزيف نفّاع، النائب البطريركيّ العامّ على نيابة إهدن - زغرتا، المطران مارون ناصر الجميّل، الزائر الرسوليّ على الموارنة في أوروبا، الخورأسقف إسطفان فرنجيّة، وعددٍ من الكهنة والشمامسة وبحضور عدد من الجمعيّات واللّجان الرعويّة وحشد من الجالية الأستراليّة.

 

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران طربيه كلمةً في المناسبة جاء فيها: "يوم الجمعة في الثاني من آب/أغسطس، عند الساعة 8:30 مساءً، تحتفل كنيستنا المارونيّة بحدثٍ رائعٍ هو تطويب البطريرك مار إسطفان الدويهي الإهدنيّ... بروح القداسة هذه، نجتمع اليوم في كنيسة مار جرجس في إهدن حيث ضريح البطريرك الدويهي. نصلّي ونعدُّ أنفسنا لهذه المناسبة الفريدة ونحن نشهد لتطويب البطريرك المارونيّ الأوّل في تاريخ كنيستنا".

أضاف المطران طربيه: "جئنا من أستراليا لمشاركة إخوتنا وأخواتنا هنا الفرح الروحيّ بهذه المناسبة...نأتي إلى إهدن حيث ولد البطريرك الدويهي ونَشأ حتّى سنّ الحادية عشرة، قبل إرساله إلى روما. نصلّي في المكان عينه حيث صلّى، ونسير في المكان حيث مشى، ونختبر التاريخ المارونيّ والروحانيّة التي ألهمته".

تابع المطران قال: "عندما تكون الحروب والأوبئة والإدمان والقوانين ضدّ إرادة الله، منتشرةً في أنحاء العالم كلّه، يجب ألّا نيأس أبدًا، بل علينا أن نصلّي بلا انقطاع، لأنّنا عندما نصلّي ونضع ثقتنا في الله، نكون قادرين على التغلّب على صعاب الحياة كلّها. ينبغي أن نتذكّر أنّ نعمة الربّ تكفينا، والنور يطرد الظلام. فعلى الرغم من الظلم والقهر والأزمات والمعاناة التي تصيب الناس، وكذلك المآسي والجراح والمحن والغربة، لدينا دائمًا أمل".

ثم قال: "البطريرك الـ57 للكنيسة المارونيّة، الطوباويّ الدويهي هو بالتأكيد قدّيس الكلمة، الكلمة التي كانت في البدء، والتي تبقى إلى الأبد. إنّه قدّيس الكلمة الذي جاهد من أجل إعلان كلمة الحياة والحفاظ عليها ورعايتها وتطويرها في قلوب أولاد شعبه، في عصرٍ لم يكن فيه العالم أفضل بكثير منه اليوم."

ثمّ ألقى المطران طربيه بعض الضوء على الطوباويّ الجديد قال: "وُلِدَ عام 1630 في قلب إهدن – لبنان. كرّس نفسه لحياة العلم والصلاة وخدمة العالم والكنيسة والدراسات والبحث المتقدّم. بعد أن درس الفلسفة واللاهوت في روما، عاد إلى بلده، حيث عمل واعظًا، ومربيًّا للشباب. عُيّن أسقف قبرص. في سنة 1670 انتُخب بطريركًا وهو أطول البطاركة الموارنة خدمةً لمدة 34 سنة حتّى 1704.

على مدى حبريّته الطويلة، كان لبنان يمرّ في واحدة من أسوأ حالاته وواحدة من أحلك مراحل تاريخه نتيجة القهر الذي تعرّض له تحت نِير الحكم العثمانيّ الذي استمرّ لقرون عدّة".

أكمل المطران كلامه قال: "على الرغم من التحدّيات والاضطهادات العديدة التي واجهها في فترة رعايته الكنيسة المارونيّة، ظلّ الدويهي رجلَ الفكر والإماتة والصلاة وحسن التدبير، نتيجة إيمانه العميق بالله ومعرفته الكبيرة باللاهوت والتاريخ، وأنجز الإصلاح الليتورجيّ المُعتبر الأبرز في الكنيسة المارونيّة. هذا ما أكسبه احترام رجال الدين والدنيا الذين نظروا إليه كما إلى قدّيسٍ حيّ.  

يُعتبر الدويهي من بين الشخصيّات الثلاث الأكثر تأثيرًا في الموارنة وتأتي شخصيّته مباشرة بعد شفيع الكنيسة مار مارون وبطريرك الموارنة الأوّل القدّيس يوحنّا مارون".

أضاف المطران: "يُعرف البطريرك الدويهي أيضًا بـ "ذاكرة الموارنة" لأنّه، أكثر من أيّ شخص آخر، بذل جهدًا حازمًا من أجل إعادة تنظيم الليتورجيا المارونيّة مع التركيز بشكلٍ واضح على ليتورجيا الكنيسة والقدّاس الإلهيّ. صار المؤسّس الرئيس لتأريخ الكنيسة المارونيّة، كما كان رائدًا في الكتابة عن تاريخ لبنان والشرق الأوسط".

واختتم المطران طربيه كلمته بتلخيص البطريرك الطوباوي العتيد بـ" بطل مدرسة القداسة".

وقال: "لا شكّ في أنّ مسيرة البطريرك الدويهي إلى القداسة سوف تشعل من جديد حرارة إيماننا، وتذكّرنا بأهمّيّة الثبات في مواجهة الشدائد. دعونا نواصل الصلاة من أجل أن تثمر كلمة الله في أطفالنا، ليولد المزيد من القدّيسين في عائلاتنا".