"الصليب هو جسر العبور بين الله والبشر": المطران إبراهيم
بعد قراءة الإنجيل المقدّس، حيّا المطران إبراهيم الحضور وعبّر لهم عن فرحه بوجوده بينهم وحمْلِه إيّاهم على الدوام في القلب، واستذكر معهم الصلوات والخدمة المشتركة، ثمّ بدأ الكلام على معاني الصليب، قال: "الصليب هو رمز الفداء والتضحية، لأنّه يحمل في طيّاته معاني الألم والرجاء. الصليب هو دليل على قدرة الإنسان على تحمّل المشقّة في سبيل ما يؤمن به وما يحبّ، وهو يعكس رحلة الخلاص، التي لا تنتهي بالألم بل تصل إلى القيامة والانتصار على الموت.
وفي هذا السياق، نجد أن بلادنا في الشرق تبدو وكأنّها ممدودة على صليب التاريخ والجغرافيا، تتألّم تحت وطأة الصراعات والتحدّيات والحروب التي أضنت شعبنا وأثقلت كاهله، وتحمل في داخلها جروح الزمن وصعوبات الحياة اليوميّة، وكأنّها ثابتة في مكانها تنتظر لحظة الخلاص..."
تابع المطران إبراهيم كلامه قال: "أهلنا في الغرب، وأنتم منهم، الذين تركوا أوطانهم بحثًا عن أمان أو فرصة، يعيشون معاناة من نوع آخر؛ فهم مسمّرون على صليب الهمّ والحنين إلى بلادهم الأمّ. يتحمّلون عبء الغربة، قلوبهم معلّقة هناك حيث تركوا ذكرياتهم وجذورَهم، وباتوا مصلوبين بين عالمين: عالم الغربة الذي صار ملاذهم، وعالم الوطن الذي لا يفارق قلوبهم".
وأردف المطران إبراهيم قائلًا: "أمّا الصليب الشخصيّ الذي يحمله كلّ إنسان، وقد قال السيّد المسيح احمل صليبك واتبعني ولم يقل احمل صليبي واتبعني، فهو صليب يختلف من فرد إلى آخر، لكنّه يتشابه في المعنى: إنّه حمل الألم الشخصيّ والمعاناة الخاصّة، وكلّ منّا يواجه هذا الصليب بطريقته....
لكن، كما يعلّمنا الصليب، فإنّ الألم ليس نهاية الرحلة، بل هو جزء من الطريق نحو النموّ الروحيّ والتوازن بين العوالم التي نحبّ".
وختم المطران إبراهيم"أيّها الأحبّاء، الصليب هو جسر العبور بين الله والبشر، هو قصّة حبّ وعشق إلهيّ. إنّي أخال اللهَ لحظة الخلق يجبل الإنسان ليس بنفخته فقط، بل بدموعه وشوقه. أمام حبّ الله الكبير لكلّ واحد منّا، يدعونا الله لكي نحبّ بعضنا بعضًا كما أحبّنا هو فيغدو الصليب جسر عبور لا إليه فقط بل إلى إخوتنا البشر أيضًا.
أمام هذا الحبّ الإلهيّ الكبير أتّضع مهابةً وأختم بكلمة الله لنا لأقول معه أنا أيضًا: أحبّكم".
وانهى كلامه بـ: "أسأل الله أن يبارك المطران ميلاد الجاويش،والآباء الكهنة الذين يكملون هذه الخدمة المقدّسة، وأن يظلّ هذا البيت المقدّس منارةً للإيمان والمحبّة لكلّ من يدخله.
أرجو أن تحملونني في صلواتكم، وأن يبقى بيننا الربّ جامعًا، حتّى نبقى دومًا معًا حيث لا فِراق ولا غياب."