"الصلاة تسمح للروح أن يغيّر قلوبنا": البابا فرنسيس
كتب البابا فرنسيس: تعلّمت الصلاة من جدّتي.
هي علّمتني الصلاة، كما غرست في داخلي الإخلاص للقدّيس يوسف. بعد ذلك، ساعدني آبائي الروحيّون، سواء في المدرسة اللاهوتيّة أو في الرهبنة اليسوعيّة، على النمو في اختبار الصلاة.
ومن بينهم، أودّ أن أذكر الأب ميغيل أنجيل فيوريتو...هو معلّم روحيّ عظيم علّمني أن أنمو في طريقتي في الصلاة. وقدّم العديد من الدورات في الروحانية. علّمني أن أصلّي كابن وألّا أطلب "حلوى" التعزية: كيف تكون الصلاة؟ كيف نعتاد على الصلاة؟ ماذا يجب أن نفعل عندما لا نشعر بالرغبة في الصلاة...ومع مرور الوقت، ظلّت تنشئتي في الصلاة كما هي.
حتّى وأنا بابا، لم يتغير شيء: أصلي كما كنت دائمًا، وبالإيقاع عينه.
أحيانًا أتلو صلوات لفظيّة، وأحيانًا قبل القربان المقدّس، أعاني لحظات من الجفاف. صلاتي تستمر في الأشياء الجميلة والأشياء غير الجميلة. في بعض الأحيان أعتقد أنّني بحاجة إلى أن أصلّي أكثر، هذا صحيح. ليس هناك وقت، لكني بحاجة إلى الصلاة أكثر. ألتزم دائمًا بليتورجيا الساعات؛ لا أتخلّى عنها أبدًا: في فترة ما بعد الظهر، صلاة الغروب؛ ولاحقًا القراءات؛ في الصباح، صلاة الصباح ومن ثمّ القدّاس. هناك أيضًا الصلاة الذهنيّة، صلاة التأمّل؛ عندما يكون لدي القليل من الوقت، أحاول إجراء محادثة مع الربّ وأطلب منه شيئًا، لكنّي أخشى أنّه قد يستجيب..
ثمّ هناك صلاة الأبانا، صلاة يسوع. لديها كلّ شيء! ..."الأبانا" هي الصلاة الشاملة، صلاة الأطفال، وصلاة الثقة، وصلاة الشجاعة، وأيضًا صلاة الاستسلام. إنّها الصلاة العظيمة.
وهناك صلوات لمريم: لدي أيضًا ثقة كبيرة بالعذراء؛ أنا دائمًا أصلّي الورديّة. أحب أن أشعر بها بالقرب لأنّها أمّ وهي ترشدنا. السيدة العذراء هي التي تسمح لك بدخول (الملكوت) عبر النافذة. تمامّا كما كانت الحال في قانا. لم يكن للربّ الحرّيّة في أن يقول لا. إنّها هكذا مع ابنها...
وبسبب هذه الثقة أيضًا، في نهاية مقابلاتي العامّة، أطلب دائمًا من الناس أن يصلّوا من أجلي. أحتاج إلى أن تدعمني الجماعة في خدمة الكنيسة. إذا لم تدعمك الكنيسة بالصلاة، فقد انتهيت. وعلى الجماعة أن تدعم أسقفها، وعلى الأسقف أن يصلّي من أجل الجماعة.
الصلاة تفتح القلب للربّ، وعندما يدخل الروح يغيّر حياتك من الداخل. لهذا السبب يجب أن نصلّي: أن نفتح القلب ونفسح المجال للروح. نحن نصلّي ليسوع، والآب، والسيدة العذراء، ولكنّنا لا نتحدّث كثيرًا في الصلاة مع الروح القدس. ومع ذلك فإنّ الروح القدس هو الذي يغيّر قلوبنا، ويدخل قلوبنا، ويحوّلها. الآب لا يمسحنا؛ الابن لا يمسحنا. الروح هو الذي يمسحنا بحضوره، ومسحة الروح القدس هي التي تساعدني على فهم حقيقة الكنيسة وسرّ الله".