"الشهداء والقدّيسون يعلّموننا أن نجعل المسيح أساس حياتنا ومركزها": المطران سويف
إحتفل المطران يوسف سويف بالقدّاس في كنيسة مار شربل وبعد الإنجيل كانت له كلمة توجّه فيها بالشكر إلى المطران جول بطرس وجماعة "كلمة حياة" لحضورهم للعام الثاني إلى هذه المنطقة وشاكرًا الله على هذه المحطّات الروحيّة التي تعتبر كرياضة دائمة، وفصح وعبور على ضوء كلمة الله والإفخارستيّا.
ثمّ شكر المطران الكهنة وقال إنّ الكاهن المملوء من يسوع يصبح شعاعًا، كشُعاع القربان، فالكاهن هو حامل يسوع.
أضاف المطران سويف: "الإخوة المسابكيّين، شهداء، كانوا من الرعيّة المارونيّة في دمشق الشام، استُشهِدوا مع آباء، وإخوة في الرهبنة الفرنسيسكانيّة إبّان أحداث أليمة جدًّا وقعت في نهاية القرن التاسع عشر يُسمّونها أحداث 1860.
إخوةٌ من عائلة المسابكيّ، غير مُكرّسين، بل علمانيّون، أي شباب وصبايا مثلكم تعمّدوا بالمسيح. لكنّ الإنسان الذي يتعمّد بالمسيح، تصير عنده قضيّة في حياته اسمها يسوع المسيح. وتصير القداسة هدفَ حياته ويسوع طلب منّا أنْ "كونوا قدّيسين كما أنّ أباكم السماويّ قدّوسٌ هو" (1بط1: 16).
هذه حقيقة كما يقول القدّيس بولس الرسول: "عددتُ كلّ شيء كالزبل لأربح المسيح".
هؤلاء الإخوة المسابكيّون هم شهداء، هم قدّيسون، يُعلّموننا اليوم أن نجعل المسيح هو الأساس، هو الركيزة في حياتنا، فلا نقبل ولا نسمح لأيّ شيء أن يُغطّي عليه أو يحلّ محلّه، وهذا يجعل تفكيرنا يشابه تفكيره، وكلامنا يحاكي كلامه، وموقفنا يماثل موقفه، وتكون قضيّتنا هي قضيّته. بهذه الطريقة، نعيش الشهادة، لأنّكم تعرفون أنّ هناك فرق بين الاستشهاد وبين الشهادة، وإن أراد الله لنا أن نعيش الاستشهاد، فلا ننسَ أنّ هذه نعمة مقدِّسة خاصّة ولا نهربنّ منها بنعمة الله وعضده".
ختم المطران عظته بالقول: "نحن نطلب من الربّ، أن يعطينا نعمة أن نشهد ليسوع وألّا ننكر يسوع المسيح في حياتنا، لأنّنا أحيانًا كثيرة نحن البشر، بسبب ضعفنا، بسبب التجارب التي تُسيطر على عقلنا، على حياتنا، نحن أحيانًا كثيرة ننكر يسوع، ربّما ليس لفظيًّا وإنّما بأعمالنا، بأفكارنا، بمواقفنا، بتصرّفاتنا. ونحن، في المقابل، بنعمة الله، نتحوّل من إنسان يعيش الموت إلى إنسان يدخل الحياة ويتجدّد بنعمة الربّ يسوع ويُعلن بفرح، كلّ يوم، قيامة يسوع من الموت له المجد من الآن وإلى الأبد آمين".