"السعادة ليست في ما تملكه من مادّيّات إنّما هي هديّة من الله": البابا فرنسيس
كان البابا افتتح كتابه "أريدك سعيدًا" بالقول "السعادة ليست شيئًا يمكن شراؤه أو تحقيقه بجهودنا الذاتيّة فقط، بل هي هديّة من الله. وهي تنبع من علاقة الإنسان العميقة بالله وبالآخرين، وليس من امتلاك الأشياء المادّيّة أو تحقيق النجاح الشخصيّ"، أكمل: "على سبيل المثال، قد تجد شخصًا يمتلك كلّ ما يشتهي من ثروات وخيرات، ولكنّه لا يشعر بالرضى أو الفرح الحقيقيّ. في المقابل، قد تجد شخصًا بسيطًا، يعيش حياة مليئة بالإيمان والمحبّة، ويشعر بسعادة حقيقيّة على الرغم من قلّة الممتلكات. هذا يوضح أنّ السعادة تأتي من العلاقة الروحيّة العميقة مع الله، وليس من المكاسب المادّيّة. السعادة الحقيقيّة تتخطّى الأمور المادّيّة وتأتي من اللحظات والعلاقات المشتركة، وبالتالي، يمكن تحقيقها بالاستعداد الداخليّ لقبولها كهدّية روحيّة وبالسعي إلى الاهتمام بمساعدة الآخرين وخدمتهم والبحث عن السلام الداخليّ.
في ختام الكتاب الذي يتكوّن من خمسة أجزاء، يرى البابا فرنسيس أنّ الأمل الإنسانيّ والرجاء الإلهيّ هما العنصران الأساسيّان اللذان يُبقيان الإنسان مرتبطًا بالله وبالآخرين. في الأوقات الصعبة، يكون الأمل والرجاء هما ما يساعدانا على الحفاظ على اتّصالنا الروحيّ مع الله وعلى التفاعل الإيجابيّ مع من حولنا. على سبيل المثال، إبّان الأزمات أو الأوقات الصعبة، يمكن للأمل والرجاء أن يكونا القوّة التي تدفعنا إلى الاستمرار والعمل من أجل تحسين الظروف، ما يعزّز من شعورنا بالارتباط والتواصل مع الآخرين.
يؤكّد البابا أنّ السعادة ليست مجرّد هدف نهائيّ يمكن تحقيقه، بل هي مسار يوميّ ينبغي السير فيه بالإيمان، والرجاء، والمحبّة. السعادة الحقيقيّة تأتي من العيش بطريقة تعكس هذه الفضائل بشكل مستمرّ.
"أُريدك سعيدًا" هو دعوة مفتوحة للجميع إلى إعادة التفكير في مفهوم السعادة، بعيدًا عن التصوّرات المادّيّة والسطحيّة. بل البحث في العلاقة مع الله، وفي خدمة الآخرين، وفي التمتّع بالأشياء البسيطة في الحياة اليوميّة.