مصر
17 تشرين الأول 2024, 12:20

"الراعي وحياة التلمذة، دعوة إلى الخدمة الحقيقيّة": القسّ عزّت شاكر

تيلي لوميار/ نورسات
في إطار فعاليّات مؤتمر لجنة الكهنة والرعاة المنعقد في مركز لوجوس في دير الأنبا بيشوي - وادي النطرون تحت عنوان "رعاة بحسب قلبي" والذي يشارك فيه عدد كبير من كهنة وقساوسة من مختلف الكنائس، قدّم الدكتور القسّ عزّت شاكر محاضرة حول مفهوم "الراعي وحياة التلمذة"، حيث شدّد على أهمّيّة التلمذة كسبيل للعيش في ظلّ تعليم المسيح وخدمته، نقلًا عن موقع مجلس كنائس مصر.

 

سلّط القسّ عزّت شاكر الضوء على التحدّي الأكبر الذي يواجه الرعاة، وهو كيفيّة تطبيق تعاليم المسيح بشكل يوميّ في حياتهم وخدمتهم. وأكّد أنّ الله لن يكرّمنا بناءً على ولائنا لعقائد طوائفنا المختلفة، بل على أمانتنا وخدمتنا له.

أشار القسّ عزّت إلى أنّ البعض يركّز، في رسالته، على الدفاع عن الكنيسة، لكنّ الرسالة الأسمى هي تقديم الربّ يسوع  إلى العالم. ودعا الرعاة إلى أن يكون انتماؤهم الأساسيّ إلى الملكوت السماويّ، وأصرّ على وجود "نقطة نور" في كلّ كنيسة، لا بدذ من أن يستفيد منها الجميع. كما ذكر أنّ الرعاة، على الرغم من مسؤوليّاتهم التعليميّة، لا يزالون بحاجة إلى أن يتعلّموا باستمرار.

تطرّق القسّ شاكر إلى معنى الدعوة في حياة الراعي، موضحًا أنّ الدعوة ليست إلى خدمة محدّدة فقط، بل هي دعوة إلى المشاركة في مجد الله الأبديّ. واستشهد بآية من رسالة بطرس الأولى 5:10، مؤكّدًا أنّ الله الذي دعانا إلى مجده، يستحقّ أن نعطيه حياتنا كاملة، وأنّ التلمذة هي امتياز يجب أن نعيشه مدى الحياة.

في هذا السياق، دعا القسّ عزت إلى التأمّل في الشاهد من لو 14: 25-35، مستشهدًا بأقوال أحد الآباء: "من يحمل صليبه يحمل روح الاستشهاد". كما ذكر قصّة الكاتب شارل إستاد الذي كرّس حياته للمسيح بعد أن تأثّر بمقالة لأحد الملحدين، حيث أدرك أنّ الإيمان الحقيقيّ يتطلّب أن يكون الدين هو الشغل الشاغل لحياة المؤمن.

 

أكّد القسّ عزّت أنّ التلمذة تبدأ بحمل فكر المسيح مشيرًا إلى كو 3:16 "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى"، موضحًا أنّ التلميذ الحقيقيّ هو من يثبت في كلام الربّ ويسلك كما سلك المسيح.  

كما شدّد على أهمّيّة أن يتغيّر التلميذ يوميًّا من خلال تعلّمه من سيّده، وأنّ هذا التغيير يجب أن يكون مستمرًّا من مجد إلى مجد، بما يعكس امتلاء الروح القدس في الخدمة والحياة اليوميّة.

أشار الدكتور عزّت إلى أنّ النعمة تحتاج إلى جهاد يوميّ، وأنّ الفهم الخاطئ للإيمان لا بدّ من أن يتغيّر. كما تناول أهمّيّة تقدير الوقت، قائلًا إنّ 80% من الوقت يضيع في أمور يمكن الاستغناء عنها. واستشهد بمثال نيلسون مانديلا الذي كرّس حياته لنضال شعبه ولم يرضَ بمقايضة حرّيّته بالقضيّة التي آمن بها.

ختم القسّ عزّت محاضرته بالصلاة، طالبًا من الله أن يمنح الجميع القدرة على التغيير والنمو في الإيمان والطاعة، مشدّدًا على أنّ التلميذ الحقيقيّ يتعلّم كلّ يوم ويعكس مجد الربّ في حياته وخدمته.