"الذكرى العاشرة للتوأمة بين أبرشيتَي ليون والموصل"
استُهِلَّ الاحتفال بالوقوف دقيقة صلاة صامتة راحةً لنفوس ضحايا فاجعة العرس في قره قوش وجميع الضحايا التي سقطت وتسقط في الحرب الدائرة في لبنان والأراضي المقدسة. وبعد الصلاة الربّانية باللغة السريانية، أحيت الاحتفال أوركسترا "كنّارة" الموسيقية، بقيادة الأب دريد بربر، والمؤلَّفة من أربعين عضواً من عازفين ومرنّمين، والقادمة خصّيصاً من قره قوش - العراق لهذه المناسبة، وقد أدّت ترانيم سريانية وأغانٍ شعبية تراثية تعبّر عن أصالة تاريخنا السرياني العظيم، بأصوات شجيّة شنّفت الآذان وأخذت بمجامع القلوب، وعادت بالفكر والقلب إلى أرض الآباء والأجداد في الشرق، وخاصّةً في سهل نينوى، ولا سيّما قره قوش.
ووجّه البطريرك يونان كلمة إلى الحاضرين، قال فيها "إلى أعزّائنا الشبّان والشابّات في أوركسترا "كنّارة"، والذين أتحفونا بأناشيدهم وترانيمهم وأصواتهم، معبّرين عن أصالة تراثنا السرياني وعراقته. فلنصفِّق لهم بحرارة. ولا يمكننا إلا أن نثني بكثير من التأثّر على هذه العلاقة المميَّزة التي خُلِقَت بين أبرشية ليون والجماعة المسيحية التي اقتُلِعَت من أرضها في الموصل وسهل نينوى".
كما توجه البطريرك للمطران أوليفيه لضيافته واستقباله، ولا ننسى نيافة الكردينال برباران مؤسِّس منظَّمة القديس إيريناوس، والذي شجّع أعضاءها وألهمهم تجاه إخوتهم وأخواتهم الذين اضطُهِدوا واقتُلِعوا من أرضهم الأمّ في الشرق، وكذلك الخوراسقف باسكال كولنيش".
أعربالبطريرك عن اللقاء قائلًا: "اعتزازنا وافتخارنا بكم، أيّها المؤمنون الأحبّاء، لأنّكم استطعتم أن تحافظوا على إيمانكم الذي ورثتموه من آبائكم وأجدادكم في الشرق، إذ نجد أبرشية ليون وسواها من الأبرشيات في فرنسا وفي بلاد الغرب تمدح وتثني على الجماعات المسيحية التي اقتُلِعَت من الشرق، ولا سيّما أنتم، أبناء وبنات كنيستنا السريانية الكاثوليكية في ليون، والذين اقتُلِعتُم من أرضكم في الموصل وسهل نينوى، وخاصّةً من قره قوش العزيزة، والحاضرين معنا هنا. إنّ إيمانكم مؤسَّس على الرب يسوع، وجميع المسؤولين الروحيين يشكرونكم على محافظتكم على وديعة الإيمان، مع التمسُّك بتقاليدكم وتراثكم السرياني الأصيل".
طلب البطريرك من جميع الحاصرين "أن يصلّوا من أجل سينودس الأساقفة الروماني الذي نشارك فيه في الفاتيكان حاليًا، كي يعطي هذا السينودس الثمار الوافرة للكنيسة الكاثوليكية الجامعة".
ختم كلمته سائلاً الجميع "أن تصلّوا بحرارة إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، سيّدة النجاة، سيّدة لبنان، من أجل انتهاء الحرب الدائرة حالياً في لبنان الذي يعيش أوضاعاً مأساوية صعبة وأوقاتاً عصيبة، وخاصّةً من أجل راحة نفوس الضحايا، وعزاء أهلهم، وشفاء الجرحى، وكذلك من أجل الذين يعيشون في الخوف والرعب، وأولئك الذين أُرغِمُوا على مغادرة بيوتهم هرباً من الحرب. نرجو منكم أن تخصّصوا وقتاً للصلاة والتأمُّل، واثقين أنّ دعوتنا هي نشر كلمة الرب والمحبّة والفرح والموسيقى والفنّ والثقافة والحضارة، وليس الحرب والعنف والسيف والضغينة".