"الخطأة الذين تابوا عِدّهم مع مؤمنيك" من طلبات القدّاس الغريغوريّ: تعليم البابا تواضروس الثاني
تفقّد البابا تاوضروس الثاني مبنى الخدمات الموجود بالقرب من كنيسة السيّدة العذراء والشهيد مار جرجس في مدينة الشروق، وتعرّف على الخدمات التي يقدّم، وزار الأرض المخصّصة لإنشاء مدرسة جديدة ضمن سلسلة المدارس القبطيّة "عيون مصر" التي يجري إنشاؤها في العديد من المناطق على مستوى الجمهوريّة في إطار رؤية البابا بدعم التعليم.
ألقى القس يوحنّا إبراهيم، أقدم كهنة الكنيسة كلمة ترحيب بالبابا ورتّل بعدها كورال الأطفال مجموعة من التسابيح الكيهكيّة (تماجيد ميلاديّة)، تلاه فيلم تسجيليّ عن تاريخ نشأة الكنيسة وخدمتها.
إستكمل البابا تاوضروس سلسلة "طِلبات من القدّاس الغريغوريّ"، وقرأ جزءًا من الرسالة إلى أفسس (2/4-10)، وتأمّل في طِلبة "الخطأة الذين تابوا عِدّهم مع مؤمنيك، ومؤمنوك عِدّهم مع شهدائك، الذين ههنا اجعلنا متشبّهين بملائكتك"، وشرح مراحل الوصول إلى الحياة السمائيّة في ثلاثة محطّات، بدأها كالتالي:
١-"الخطأة الذين تابوا"، التوبة هي مفتاح الحياة الروحيّة، لأّنها تُحوّل الخاطئ إلى قدّيس، "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.. فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ" (مت ١١: ٢٨، ٢٩)، ومن أمثلة التائبين: المرأة السامريّة، والقدّيس أغسطينوس
وأوضح البابا أنّ التائبين يحتاجون إلى أمريْن، هم:
- عدم اليأس.
- طلب الغفران من الله باستمرار، والتمسّك بالأسرار الكنسيّة.
:٢- "مؤمنوك عِدّهم مع شهدائك"، وكلمة "عِدّهم" تعني الإعداد، والمقصود هو إعداد المؤمنين لكي يكونوا شهداء أقوياء للمسيح، ومن أمثلتهم: شهداء البطرسيّة في عام ٢٠١٦، والشهداء أطفال بيت لحم، والقدّيس إستفانوس أوّل الشهداء، "قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ" (٢ تي ٤: ٧، ٨).
وأوضح البابا أنّ المؤمن لكي ينتقل إلى درجة الشاهد يحتاج إلى أمريْن، هما:
- أن يكون شاهدًا يوميًّا للمسيح يسوع.
- أن يتحلّى بفضيلة الصبر، "هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ" (رؤ ١٤: ١٢).
٣-"الذين ههنا اجعلنا متشبّهين بملائكتك"، لأنّ صفات الملائكة هي:
- خدّام لله.
- وسطاء بين الله والناس.
- في حالة تسبيح دائم كرفقاء في العبادة.
- رمز للطهارة والخدمة، "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت ٥: ٨)، مثال السيّدة العذراء، وإيليّا النبيّ، والقدّيس الأنبا أنطونيوس "أب الرهبان".
وقدّم البابا كيف نتشبّه بالملائكة من خلال:
- النقاوة الداخليّة.
- التسبيح.
- الطاعة القلبيّة، "«هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»" (لو ١: ٣٨).
- الخدمة المتفانية بهدوء.
كما أوصى بمناسبة اقتراب نهاية العام، قائلًا: اجتهد أن ترتفع من درجة إلى أعلى، بحيث يستحقّ الإنسان السماء.