الفاتيكان
06 كانون الأول 2024, 08:00

"الحياة الرهبانيّة هي هبة كاملة من الذات لله من خلال الآخرين": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
أشاد البابا فرنسيس بنذر الفقر في الحياة الرهبانيّة باعتباره رباطًا يبني الشركة، وهو يحيّي راهبات الروح القدس في ساكسونيا، بحسب "فاتيكان نيوز".

 

إلتقى البابا فرنسيس مع راهبات الروح القدس في ساكسونيا، التي أسّس جمعيّتَهنّ، في روما، الطوباويُّ غي دي مونبلييه.

أتى هذا اللقاء بعد أن أطلق البابا لقب "طوباويّ على الراهب الفرنسيّ من القرن الثاني عشر في 18 أيّار/مايو 2024، واصفًا إيّاه بأنّه "خادم متواضع" للفقراء.

وفي حديثه إلى راهبات الروح القدس، أشار البابا إلى رسالتهنّ المتمثّلة في "تكريس أنفسهنّ، في المقام الأوّل، لرعاية الفقراء وخدمتهم".  

وقال إنّ الطوباويّ غي دي مونبلييه بدأ إدارته للجمعيّة باسم الثالوث الأقدس وسعى إلى الاستجابة لإصلاح الحياة الرهبانيّة الذي دعا إليه البابا إنوسنت الثالث.

قال البابا: "إنه لأمر رائع أن نرى كيف تنضج خطّة الله في"مطبخ "القلب، وكيف تتخلّل النكهات والألوان تدريجيًّا قواعد الحياة، وفي النهاية تنشر عطرها في أنحاء الكنيسة كلّها".

سلّط البابا فرنسيس الضوء على أهمّيّة الشركة والفقر والخدمة. ونلفت إلى أنّ راهبات الروح القدس ينذرن نذرًا بالفقر يتطلّب منهنّ العيش من دون أيّ شيء خاصّ بهنّ.

وأشار البابا إلى أنّ هذا النذر يتجاوز الفهم الحديث لحياة رصينة ومتجرّدة.

"هذا يعني الاعتراف بأنّنا ضيوف في بيت الثالوث، الذي يستقبلنا ويتقاسم مسكنه مع الفقراء الذين نحن مدعوّون إلى خدمتهم".

وقال إنّ نذر الفقر يرتبط ارتباطا وثيقا بالشركة، وهو ينطوي على "هبة كاملة من أنفسنا لله من خلال إخوتنا وأخواتنا، من دون تحفّظ"، "من دون وضع أي شيء" خاصّ بنا "في الغرف الخفيّة للضمانات الدنيويّة - سواء كانت مدسوسة في قلّاياتنا أو جيوبنا أو، الأسوأ من ذلك، في قلوبنا". "فقط في هذه الحرّيّة يمكننا الشروع في مشروع مشترك يصبح علامة أخرويّة للرحلة نحو المسكن الأبديّ الذي يدعونا الله إليه."

في الختام، دعا البابا فرنسيس راهبات الروح القدس في ساكسونيا إلى العمل على جعل قلوبهنّ وجماعاتهنّ هياكل حيّة للثالوث القدّوس.

قال إنّ الحياة الرهبانيّة "هي رحلة نحو الله، يحرّكها الروح القدس، نصبح فيها أتباعًا للمسيح الفادي - الذي لم يأت ليُخدم بل ليَخدم – ومعلّمي حياة، إذا استطعنا أن نجعل أنفسنا صغارًا وخدّامًا للجميع، نرحّب بالفقراء ونقدّم لهم تعزية محبّتنا".