مصر
05 تموز 2024, 10:15

"الحياة الأبديّة هي الاشتراك في البنوّة الإلهيّة للمسيح": المطران عدلي

تيلي لوميار/ نورسات
تتوالى الندوات التكوينيّة لمكتب التعليم المسيحيّ في أبرشيّة المنيا للأقباط الكاثوليك. هي ندواتٌ من تنسيق الأب شنودة شفيق برعاية المطران باسيليوس فوزي، راعي الأبرشيّة. تقدّمها مجموعةٌ من المتخصّصين، كلٌّ في موضوعه وتهدف إلى تكوين الخدّام والخادمات في حقل الربّ ليؤدّوا خدمتهم بـ"علم" و"معرفة" وأمانة.

 

بدأ اللقاء في سلسلة الندوات التكوينيّة لمكتب التكوين المسيحيّ في أبرشيّة المنيا للأقباط الكاثوليك بالتأمّل الجماعيّ، ثمّ انطلق المطران توماس عدلي، راعي أبرشيّة الفيّوم والجيزة في عرض موضوعه بعنوان "دراسة في إنجيل يوحّنا وسفر الرؤيا"،

قال: "يتميّز إنجيل يوحنّا بأنّ له أقدم مخطوط وصل إلينا - يحمل رقم P52 الذي يحتوي على (يو 18 : 31-33، 37-38)".  

"كتب الإنجيل باللغة اليونانيّة، وهي لغة بسيطة قليلة المصطلحات، فالكلمات المختلفة المستخدمة لا تزيد عن 1011 كلمة، في حين أنّ إنجيل مرقس - وهو يحوي فقط 16 إصحاحًا مقابل 21 إصحاحًا لإنجيل يوحنّا- يحتوي على 1345 كلمة مختلفة".

تابع المطران عدلي شرحه، قال: "أسلوب إنجيل يوحنّا الأدبيّ مميّز جدًّا، فهو أسلوب رتيب مليء بالتكرارات، وبالأخصّ في الأحاديث الطويلة والعظات، مثل حديث يسوع مع نيقوديمس والسامريّة، و الخبز الحيّ النازل من السماء (يو 6)، وأيضًا عظة الوداع (يو 14 -16) لدرجة أنّ القارئ، بعد وقت قصير، لا يعود يستطيع التمييز ما إذا كان يسوع هو الذي ما زال يتكلّم أم أنّ الإنجيليّ هو الذي يعرض أفكاره.  

ما يميز الأسلوب الأدبي للإنجيل هو أيضًا كثرة استخدام ما تمكن تسميته "سوء الفهم" أو الكلمات ذات "المعنى المزدوج"، فعلى سبيل المثال: "فقالَ اليَهود: (( بُنِيَ هذا الهَيكَلُ في سِتٍّ وأَربَعينَ سَنَة، أوَأَنتَ تُقيمُه في ثَلاَثةِ أيَّام ؟)) أَمَّا هو فكانَ يَعْني هَيكَلَ جَسَدِه." (يو 2 : 20-21)؛ كذلك (يو 3: 1-36) (يو 4: 1-42)".

قال المطران كذلك: "البنية اللاهوتيّة لإنجيل يوحنّا ثلاثية الأبعاد، وبُعدها الثالث هو المفاعيل الخلاصيّة لكشف الله عن ذاته وردّ الإنسان على هذا الكشف، وهذه المفاعيل هي عطية الحياة الأبديّة. فابن الله، بمجيئه إلى العالم، أعلن محبّة الآب مهيّئًا الخلاص للبشريّة الخاضعة لسلطان الخطيئة؛ أمّا الإنسان فإذا كان يريد الخلاص والحصول على عطيّة الحياة الأبديّة، فلا بدّ من أن يؤمن باسم ابن الله الوحيد (يو 3 : 15- 18) (يو 20 : 30).  

والحياة الأبديّة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالبنوّة الإلهيّة للابن الوحيد: (يو 5 : 26) الحياة الأبديّة هي الاشتراك في البنوّة الإلهيّة للمسيح، أو بمعنى آخر هي الانضمام إلى عائلة الله والمشاركة فيها وجوديًّا. حياة الأبناء هذه، هي حقيقة حاضرة، ولكن لم تستعلن بمفاعيلها العجيبة كلّها، فكمال استعلانها يكون في لحظة استعلان مجد أبناء الله (رو 8 : 18-25) (1 يو 3 : 1-2) ]أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ[".

 

في موضوع سفر الرؤيا قال المطران توماس: "إنّ كلمة "Apokalipsis" التي تعني باليونانيّة "رؤيا أو كشف"، هي الكلمة التي تظهر في بداية السفر، وقد صارت عنوان الكتاب. وهي تُستخدم، في طقسنا القبطيّ، بطريقة محرَّفة لتطلق على طقس ليلة سبت النور "أبو غالمسيس" لأنْ قراءة سفر الرؤيا تتمّ في هذه الليلة. وهي تُستعمل في الترجمة السبعينيّة أربع مرّات فقط. وترد في العهد الجديد سبع عشرة مرّة في مجالات ثلاثة:

1- مجال الليتورجيا وتعني إعلان حقيقة توضّح رسالة الله ومشروعه (لو 32:2؛ رو 25:16؛ 1كو 6:14، 26؛ أف 17:1).

2- و

3- في رسائل بولس الرسول وتشير إلى خبرة غير عاديّة وتصوّفيّة (غل 1، 12؛ غل 2:2؛ أف 3:3؛ 2كو 1:12، 7).

4- المعنى الأخير هو إعلان الإسكاتولوجيا أو مرادف للمجيء الثاني Parusia واكتمال الخطّة الإلهيّة (رو 5:2؛ 19:8؛ 1كو 7:1؛ 2تس 7:1؛ 1بط 7:1، 13؛ 13:4).

وتعني هذه الكلمة، في لغتنا الحديثة، الأسلوبَ الأدبيّ الرؤيويّ، وكذلك تعني في السينما والصحافة المصائب ونهاية العالم.

كما شرح المطران عدلي بينة سفر الرؤيا وخطوطها العريضة:  

مقدمة  

الجزء الأول: المسيح والكنيسة في آسيا (9:1- 21:3)

الجزء الثاني: خطة الله وعمله في التاريخ (1:4-5: 22)

أ) الدرج ورؤيا الحمل

ب) التدخُّل الإلهي ضد عبادة الأوثان

ج) التدخُّل الإلهي للدينونة الأخيرة

ختام الرسالة والجزء الثاني