الفاتيكان
20 كانون الأول 2024, 10:40

"البشر إمّا إخوة في الدين أو متساوون في الخليقة": من لقاء البابا فرنسيس مع علي السيستانيّ

تيلي لوميار/ نورسات
بمناسبة عيد ميلاده الثامن والثمانين، أصدر البابا فرنسيس مقتطفات عدّة من سيرته الذاتيّة "الرجاء"، التي ستصل إلى أرفف الكتب في كانون الثاني/يناير، يروي طفولته في بوينس آيرس والصعوبات اللوجستيّة لزيارته العراق عام 2021، كما كتبت "فاتيكان نيوز" (2).

 

من الحقائق القاسية التي ذكّر بها البابا فرنسيس في قسمٍ من المقتطفات من سيرته الذاتيّة "الرجاء"، تنبثق حقيقة أنّ الدين، "ليس أفيون الشعب، قصّة مطمْئِنة لتنفّر الأفراد"، كما يصرّ البابا، بل هو تصديقٌ راسخ ولقاء وخدمة...  

ومن دراما الضواحي الحضريّة إلى الدمار الذي لحق بالعراق، تظلّ نظرة البابا فرنسيس ثابتة على البشريّة الجريحة.

في معرض تأمّله في رحلته الرسوليّة التاريخيّة إلى العراق، في الفترة من 5 إلى 8 آذار/مارس 2021، وصف البابا فرنسيس "السهم إلى القلب" الذي تمثّله الموصل.

قال: "واحدة من أقدم مدن العالم، تفيض بالتاريخ والتقاليد، والتي شهدت حضارات مختلفة تأتي وتذهب وكانت رمزًا للتعايش السلميّ بين الثقافات المتنوّعة في بلد واحد - العرب والأكراد والأرمن والأتراك والمسيحيّين والسريان - بدت في عينيّ كحقل أنقاض بعد ثلاث سنوات من احتلال الدولة الإسلاميّة التي اختارتها كمعقل لها".  

ذكّر البابا بالسياق الصعب للزيارة، والذي تفاقم بسبب جائحة COVID-19 والمخاوف الأمنيّة.

"لقد نصحني الجميع تقريبًا بعدم الذهاب... لكنّني شعرت أنّني مضطر إلى ذلك"، كما كتب، في إشارة إلى أرض إبراهيم، "السلف المشترك لليهود والمسيحيّين والمسلمين".

ذكر تحذيرًا من المخابرات البريطانيّة بشأن محاولتي اغتيال تمّ التخطيط لهما في خلال زيارته الموصل: إحداهما من قبل امرأة محزّمة بالمتفجّرات، وأخرى تتعلّق بشاحنة.

"لقد صدمني هذا بعمق"، أكّد البابا فرنسيس. "لقد كانت أيضًا ثمرة مسمومة من ثمار الحرب".

ومع ذلك، في هذه الكراهية كلّها، وجد البابا نور أمل في لقائه في 6 آذار/مارس مع آية الله علي السيستانيّ في النجف، وهو لقاء "أعدّ له الكرسي الرسولي منذ عقود".

أوضح البابا أنّه تمّ بروح الأخوّة في منزل السيستانيّ، وكان "لفتة بليغة في الشرق، حتّى أكثر من التصريحات أو الوثائق، لأنّها تدلّ على الصداقة والانتماء إلى العائلة ذاتها". "لقد أفادت نفسي وجعلتني أشعر بالشرف."

تذكّر النداء المشترك الذي وجهه آية الله إلى القوى العظمى "للتخلّي عن لغة الحرب، مع إعطاء الأولويّة للعقل والحكمة". يعرب البابا عن تقديره لعبارة من لقائهما: "البشر إمّا إخوة في الدين أو متساوون في الخليقة".

بالإضافة إلى "الرجاء"، سيتمّ سرد حياة البابا فرنسيس أيضًا في فيلم يستند إلى "الحياة: قصتي في التاريخ"، وهي سيرة ذاتيّة كتبت مع فابيو مارشيز راجونا ونشرتها هاربر كولينز في آذار/مارس.