"الألم في داخلنا، لأنّكم في كنيسة الانتشار تزدادون، ونحن في الشرق ننقص":البطريرك يونان
إستقبل البطريركَ إميل نونا، مطرانُ أبرشيّة مار توما الكلدانيّة في أستراليا ونيوزيلندا. ثمّ ترأّس البطريرك رتبة صلاة خاصّة أُعِدّت لهذه المناسبة بحسب الطقس الكلدانيّ، بمشاركة الأساقفة والآباء الكهنة والشمامسة والمرتّلات وجمْع من المؤمنين.
ثمّ رحّب المطران إميل نونا بضيوفه مثمّنًا الروابط العميقة جدًّا التي بين الكنيستين السريانيّة الكاثوليكيّة والكلدانيّة: الإيمان الكاثوليكي المشترك، التقليد الشرقيّ الأصيل، العلاقات الأخويّة المبنيّة على الإيمان المشترك وعلى العلاقات الإنسانيّة السليمة والصحيحة...وطلب المطران من البطريرك يونان كلمة تعزية وبركة.
فردّ البطريرك بكلمة محبّة أبويّة بعنوان "بهذا يعرف العالم أنّكم تلاميذي، إن كان فيكم حبُّ بعضكم لبعض"، استهلّها بشكر مضيفه، مع الوفد معه، على الضيافة والكلمات التي
"عبّرَتْ عن وحدتنا، وحدة الإيمان، وحدة القلوب، وحدة الشهادة للربّ يسوع"...
ونوّه غبطته إلى أنّنا "عندما نزور أولادنا المسيحيّين في كنائس الانتشار، وكنّا في الشهر الماضي بزيارة لمدّة أسبوعين في فرنسا، يخالج قلبنا شعوران: أوّلًا شعور أن نلتقي بأولادنا الذين هم أولادكم أيضًا، فرحين أنّ بلادًا استقبلَتْهم وأمّنت لهم الكرامة الإنسانيّة والحرّيّة الدينيّة، وهذا ما ينصّ عليه دستور تلك البلاد، وأيضًا العيش الكريم الذي يؤمّن لهم ولأولادهم المستقبل. والشعور الثاني هو الألم بداخلنا كرعاة كنسيّين، لأنّكم أنتم في كنيسة الانتشار تزدادون، ونحن في الشرق ننقص. هذا هو الواقع، ونعرف أنّ انسلاخكم عن أرض الوطن، أرض آبائكم وأجدادكم، لم يكن انسلاخًا حرًّا، بل فُرِضَ عليكم، وعلى أولادنا المسيحيّين الذين اضطهِدوا، ليس لأنّهم كانوا منخرطين بالسياسة، إنّما بسبب إيمانهم".
ولفت البطريرك إلى أنّنا "نشكركم، لاستقبالكم الأخويّ لنا وللوفد المرافق، ونقرّ بأنّكم تنشرون المحبّة والأخوّة بين كنائس الربّ يسوع التي هُجِّرَت إلى هذا البلد الكبير الذي يقدّم ما يحتاج إليه أولادنا من كرامة إنسانيّة وحرّيّة دينيّة".
وختم البطريرك يونان كلمته مجدِّدًا الشكر وطالبًا بركة الله "نسأل الربّ أن يباركنا جميعًا، ويجعلنا نشهد أنّ المحبّة هي العلامة التي تميّز كلّ مسيحيّ، لا سيّما حياة الإيمان والشهادة التي تجمعنا، نحن المسيحيّين الذين تهجّرنا من الشرق".
وأهدى غبطته إلى سيادته ميدالية سيّدة النجاة البطريركيّة.
وبعدما منح البطريرك الجميعَ البركة الأبويّة، انتقل إلى دار المطرانيّة، حيث تبادل مع المطران نونا وكهنته الأحاديث التي تناولت الأوضاع العامّة في الشرق والحضور المسيحيّ فيه، وكذلك أبرز التحدّيات التي تجابه الخدمة الروحيّة والرعويّة في كنيسة الانتشار...