الأب جورج رحمه في ضيافةِ الآب السّماويّ..! بقلم الدّكتور جورج كلّاس
"الأب جورج رحمه في ضيافةِ الآب السّماويّ..!.
هو المسيحيُ الصَّلْب،
والمؤمنُ النّقيٌ القلب،
والمِلْفانُ الحبيبُ الرَّبّ،
والقَيْرَوانيٌّ طولَ الدّرب...!
في مسيرته الكهنوتيّة نذرَ الفقرَ والطّاعةَ العِفّة وإلتزمَ بقانونها... وسنَّ له ناموسًا خاصًّا، في مساره الدّنيويّ، ركيزتُه البطولةُ وشهامةُ الرّجولة...!
أُستاذي وصديقي اللّبنانِيُّ جدًّا، الأب الأنطونيّ، الذي أخذتُ مِنْهُ وفيرَ زادٍ من القِيَمِ وصلابةِ الثّقة بالنّفس...
أذكره أُستاذًا ومديرًا في الجامعة اللّبنانيّة، وأتذكّره مديرًا مؤسّسًا للمركز الكاثوليكيّ للإعلام، وسنديانةً مارونيّة عميقةَ التّجذُّرِ في الثّقافات والحضارات واللّغات القديمة، السّريانيّة واليونانيّة والعبريّة...
عاش رفيق المذبح وحاملَ الصّليب... وماتَ والقربانةُ في حلقِهِ والمسبحةُ بيده!
تركَ الكثير من الكتابات في الفلسفة الإغريقيّة والحضارة السّريانيّة والطّقوسيّات، وسلسلةَ مؤلّفاتٍ عن عُظماءَ قدّيسين، إلى سلسلة حلقات تلفزيونيّة وظّفها لخدمة الكلمة ونشر ثقافة المحبّة والحوار...
رَقدَ بالرَّبّ وفي خوابيهِ كثيفُ ذكرياتٍ وخواطِرُ دامعة عن كواليس وخبايا وخفايا حرب السّنتين وحرب الجبل ومآسي التّهجير والاجتياحاتِ الهمجيّة للمناطق المسيحيّة، التي كانت تستهدفُ تغييرَ ديموغرافيّةَ لبنانَ ورسالته الحضاريّة ونظامه الوجوديّ...
غِيابُ الأب الدّكتور جورج رحمه، خسارة روحيّة وحضاريّة ومارونيّة، وكِيانيّة لبنانيّة صَوَّانِيَّة...!
تُرابٌ يبكي على تُراب... والصّلاةُ جواب...!"