مصر
19 تشرين الثاني 2024, 14:00

"إثنا عشر عامًا على إقامة ضعفنا لخدمة كنيسته المقدّسة": البابا تاوضروس

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفلت الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسية بالتذكار الثاني عشر لتنصيب البابا تواضروس الثاني بابا وبطريركًا على كرسي القدّيس مار مرقس الرسول. أقيم بهذه المناسبة قدّاس احتفاليّ في كنيسة التجلّي في مركز لوجوس في دير القدّيس الأنبا بيشوي - وادي النطرون، ترأّسه البابا وشارك فيه حوالى مئة من الآباء المطارنة والأساقفة ووكيلا البطريركية في القاهرة والإسكندريّة، ومدير مكتب قداسة البابا، وسكرتيرو ومساعدو قداسته من الآباء الكهنة والرهبان، نقلًا عن موقع المتحدّث الرسميّ للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.

 

أشار البابا في عظته إلى التذكارات التاريخيّة التي تحتفل بها الكنيسة القبطيّة، وهي تذكار مجمع نيقية الذي حضره ٣١٨ أسقفًا، ورفض بدعة آريوس. وتذكار تدشين الكاتدرائيّة المرقسيّة في الأنبا رويس عام ٢٠١٨.

وعن ذكرى تجليسه قال: "اليوم أيضًا ذكرى مرور ١٢ عامًا على إقامة ضعفنا لخدمة كنيسته المقدّسة. لا شكّ أنّ الإنسان عبر السنين يكتسب خبرات ويعرف ويتعلّم أكثر".

واستكمل: "يليق بنا في مثل هذه المناسبات أن نقول: نشكرك ي ربّ لأنّك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة".

ثمّ تناول خمسة خواطر تصلح كمبادئ حاكمة للخدمة الرعويّة:

١- محو الأميّة الكتابيّة عمل مهم لكن الأهم العمل بالكتاب المقدّس:

كيف نزرع الحياة بحسب الإنجيل في نفوس شعبنا في ظروف حياتهم كلّها. هنا أشار إلى مقولة القدّيس القمّص بيشوي كامل "الإنجيل المُعاش" أي الحياة بالإنجيل، مطالبًا الآباء بالاهتمام بترسيخ الحياة بالإنجيل على مستوى الأسرة والخدمة والكهنة، مشدّدًا على أنّها مسؤوليّتهم الأولى.

٢- خدمة التعليم هامّة ولكن لا غنى عن خدمة السلام:

ونوّه بأنّ لقب السيّد المسيح في الكتاب المقدّس ولدينا هو "المعلّم الصالح" ولكنّنا نلقّبه أيضًا بـ "صانع السلام"، ولفت إلى أنّنا كما نحتاج إلى أن نعلّم أبناءنا الخدمة والتعليم، نحتاج بالأكثر إلى أن نعلّمهم كيف يحفظون السلام.

والخدمة الأعظم التي نقدّم هي أن نزرع السلام في نفوس شعبنا، وفي البيت وفي الخدمة وفي الكنيسة.

٣- حراسة الإيمان والعقيدة أمر لا غنى عنه ولكن أيضًا لا غنى عن غرس حياة التقوى في النفوس:

التقوى هي مخافة الله والأمانة في القول والفعل، والعقيدة السامية هي التي تثمر "تقوى" لأنّ التقوى هي التي سنقف بها أمام الله في اليوم الأخير، لذا احذروا ممّن يحوّلون حراسة العقيدة إلى معركة ودعوة إلى كراهية الآخرين والدخول في صراعات.

وأضاف البابا تواضروس: "يجب أن نعلم أنّ كنيستنا راسخة وإيمانها مستقيم، ربّت أجيالًا عديدة في هذا الإيمان، ويجب أن نعلّم أولادَنا الإيمانَ ولكن مع التقوى".

٤- استخدام التكنولوجيا مهمّ ولكن يجب أن تكون القدوة الشخصيّة والنموذج هما العنصر المؤثّر في كلامنا على وسائل التواصل الاجتماعيّ:

يجب أن نختار كلماتنا وألفاظنا في التعليم، في الخدمة، في الافتقاد... إلخ ولا سيّما في عصر التكنولوجيا التي توفّر إمكانيّات أكبر للتعليم والخدمة. ولننتبه إلى أنّ السيّد المسيح لم يؤلّف كتبًا ولكنّه قدم نفسه كنموذج وقدوة وبهذا غَيَّرَ حياة أعداد لا تُحصى من الناس.

٥- خدمة كلّ واحد منّا في مكانه (الإيبارشية أو الأدير) مهم، ولكن تجمّعنا ووجودنا معًا له أهمّيّة خاصّة:

فوجودنا معًا اليوم غنى، وهو أقوى من مئة عظة، وحينما يرانا الناس معًا (كآباء) يفرحون ويشعرون بالطمأنينة، وحينما نلتقي ونتحاور ونتقارب ونتشاور ونتبادل الخبرات... إلخ، نزداد وننمو وتنمو الكنيسة.

أكّد قداسته أنّ الهدف الأساسيّ من إنشاء مركز لوجوس أن يكون لآباء المجمع المقدّس مكان للإقامة والخلوة وإقامة حلقات دراسيّة ونقاشيّة لهم، الأمر الذي يحتاجه كلّ واحد منّا بشدّة.

نكر بأنْ تمّ تنصيب البابا تواضروس الثاني على الكرسي المرقسيّ يوم الأحد ١٨ تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٢ ليصبح البطريرك الـ ١١٨ في سلسلة باباوات الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.