لبنان
25 تموز 2024, 07:40

"أنشروا حولكم المحبّة والسلام، بقبول الواحد للآخر": البطريرك يونان

تيلي لوميار/ نورسات
يقوم مار إغناطيوس يوسف يونان الثالث، بطريرك أنطاكية وسائر والمشرق للسريان الكاثوليك بزيارةٍ راعويّة يتفقّد فيها أولاد الكنيسة في نيوزيلندا .

 

تُعدّ هذه الزيارة الأبويّة الأولى، التي يقصد بها البطريرك مؤمني الكنيسة السريانيّة، من أبناء الشرق، في نيوزيلندا. يرافقه مطران سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة ورئيس أساقفة بغداد والقيّم البطريركيّ العامّ وكاهن إرساليّة سيدني - أستراليا.

 

في بدء الزيارة التقى البطريرك والوفد المرافق له المؤمنين واحتفلوا بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس توماس مور اللاتينيّة في مدينة أوكلاند، في نيوزيلندا، شاركت فيه جموع غفيرة من المؤمنين الذين غصّت بهم الكنيسة.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك يونان عظة عبّر فيها عن فرحه بلقاء  الحشد الغفير من المؤمنين مؤكّدًا أنْ "هذه هي المحبّة التي يطلبها الربّ يسوع منّا. ففي سفر أعمال الرسل، نجد أنّ تلاميذ يسوع، عرفوا بأنّهم مسيحيّون لمحبّتهم بعضهم لبعض..."

ونوّه البطريرحك بأنّ الرسالة إلى العبرانيّين، "تذكّرنا بأنّ الله هو أبونا، وبأنّنا أبناء وبنات له، وهذا يميّزنا نحن في الإيمان المسيحيّ، فالله لم يبقَ ذاك الكائن القادر على كلّ شيء، والذي كأنّه يُسَرّ بإدانة الناس، ولكنّ الله هو أب ونحن أبناؤه، وتعرفون علاقة الأب بالأبناء والبنات. أنتم تعيشون هذه العلاقة في عائلاتكم، وهي تتطلّب الصبر والاحتمال والتفهُّم...وتعرفون كم هي الصعوبات والتحدّيات التي تجابهون أنتم بأنفسكم في هذا البلد الجميل والمضياف، ولكنّ العقليّة والثقافة قد تختلف عمّا تربّينا عليه، وهنا يبرز موضوع كيفيّة التأقلم ودخول هذه الحضارة الجديدة".

أضاف البطريرك يونان قائلًا: "الله هو أب، ونحن نشتاق إلى أن نلتقي بهذا الأب، لأن ليس لنا مكان دائم على هذه الأرض الفانية. فالقدّيس أغسطينس، يقول "خلقْتَنا لكَ يا ربّ، وقلبنا لن يستريح إلى أن يستقرّ فيكَ".

تطرّق البطريرك في عظته إلى الإنجيل المقدّس بحسب القدّيس مرقس، وقال: "كلام خطير جدًّا للربّ يسوع الذي يشير إلى أنّ كلّ الخطايا تُغفَر، ما عدا التجديف على الروح القدس. نتساءل اليوم ما هو التجديف على الروح القدس؟ يعتبر اللاهوتيّون أنّ التجديف على الروح القدس هو الإصرار بعناد على عدم قبول الحقيقة الإيمانيّة، والتمسُّك برأينا حتّى حين يكون خاطئًا، من دون أن نتواضع ونقرّ بخطئنا ونقبل الحقيقة. وهذا الأمر ينطبق على زمن الربّ يسوع أيضًا، على الذين كانوا يشكّون بيسوع ويطلبون منه أن يكفّ عن الكرازة، حتّى من ذويه وأهله، من أهل الناصرة، وليس فقط أولئك الذين كانوا يعادونه من كبار الفرّيسيّين والكتبة، لماذا؟ لأنّه كان يعلّم بكلّ وضوح أنّ الله هو محبّة، وأنّه يريد أن يخلّص البشر أجمعين، وتأنُّسه هو، كلمة الله، أكبر مثال على محبّة الله".

دعا البطريرك المؤمنين إلى "أن نكون متواضعين، وأن نقبل الحقيقة، وتعرفون كم تؤثّر وسائل التواصل الاجتماعيّ اليوم...فالانتقادات اللاذعة من دون أيّ حرج على الكنيسة لا تبني بل تهدم. ومثلما جاء في الإنجيل المقدّس: كلّ بيت ينقسم على ذاته، هو بيت مُعَدّ للزوال".

أضاف: "فعلينا، نحن أيضًا، كمسيحيين من بلاد المشرق، من بلادنا التي تهجّرنا منها، أن نتحلّى بفضيلة الإقرار بأنّ ما قَسَمَ المسيحيّين من جرّاء عدم المحبّة أوصلهم إلى هذا الضعف والتشتُّت. لذلك، عليكم، أنتم الأهل، أن تنشروا دائمًا حولكم المحبّة والسلام، وذلك بقبول الواحد للآخر، ليس فقط بالكلام، ولكن أيضًا بالفعل الحياتيّ".